في كيمبرلي التي تعرف بمدينة الألماس والواقعة في مقاطعة كيب الشمالية بجنوب إفريقيا أطلق موهاو نكوتا صرخة الميلاد في 9 نوفمبر 1994، وهو العام الذي شهد نقطة تحول تاريخية في بلاده بعد نهاية نظام الفصل العنصري.
ترعرع نكوتا في مدينة كيمبرلي، وفي أعوامه الأولى لاحظ والداه شغفه الكبير بكرة القدم، ومنا هنا بدأت مسيرة لاعب انطلق بسرعة الصاروخ، إذ خطف الأنظار في موسمه الأول خلال مسيرته الاحترافية، قبل أن يحزم حقائبه وعمره لم يتجاوز العشرين عامًا متوجهًا صوب السعودية لخوض تجربة جديدة مع فريق الاتفاق الأول لكرة القدم، وهي الأولى له خارج بلاده.
تنقل الجنوب إفريقي موهاو نكوتا في بداياته بين عدد من الأندية المحلية في مسقط رأسه، قبل أن يلتحق بالفئات السنية لفريق أورلاندو بيراتس عام 2024، وعمره آنذاك لم يتجاوز الـ19 عامًا.
لم ينتظر نكوتا الكثير من الوقت ليبرهن على موهبته مع درجة الشباب في فريق أورلاندو بيراتس، وسرعان ما تم تصعيده إلى الفريق الأول الذي كان وقتها يقاتل على العديد من الجبهات، وأبرزها دوري أبطال إفريقيا.
وشارك نكوتا للمرة الأولى بقميص «القراصنة»، وعمره 19 عامًا و10 أشهر و20 يومًا، وكان ذلك أمام نادي ريتشاردز باي في الدوري المحلي، واستغل الفرصة على أكمل وجه، إذ زادت عدد دقائق مشاركاته، وفي غضون شهر أكد جدارته ووضع بصمته بتسجيله هدفين في مرمى أمازولو.
لكن الانطلاقة الصاروخية للموهبة الجنوب إفريقية كادت تتوقف قبل أن تبدأ بعد تعرضه لإصابة مروعة في الرقبة خلال مباراة ضد كايزر تشايفز، وتم نقله إلى المستشفى، وكان بعض الأطباء يخشون ألا يتمكن من اللعب مرة أخرى.
لم ينس الموهبة الجنوب إفريقية تلك الإصابة واللحظات التي عاشها، وعنها يقول: «لقد جاءت الإصابة في أسوأ وقت ممكن خلال فترة انتظاري التي امتدت من 4 إلى 5 ساعات في المستشفى، كانت هناك أفكار كثيرة تتبادر إلى ذهني، ولكن لحسن الحظ، وبفضل الله، تغلبت على حالتي، وعدت من جديد إلى الملاعب».
كان ثابانج ليبول، أحد إداريي الفريق الجنوبي إفريقي، بجانب موهاو نكوتا في تلك اللحظات، وقال: «بينما كنا ننتظر صدور النتائج، كان موهاو في حالة ذهول واضحة، وكان يطرح أسئلة مثل: هل سألعب مجددًا؟.. هل انتهت مسيرتي؟.. لا يمكن أن تنتهي بهذه الطريقة بالتأكيد».
تجاوز نكوتا الإصابة، ومع مرور الأيام، ثبّت أقدامه في صفوف أورلاندو بيراتس، وضرب بقوة في مباراته الأولى على صعيد دوري أبطال إفريقيا حينما سجل هدفين خلال مواجهة شباب بلوزداد الجزائري ضمن دور المجموعات، وأتبعهما بصناعة هدفين أمام ستاد أبيدجان الإيفواري في المرحلة ذاتها من البطولة قبل أن يعود مجددًا ويسجل هدفين أحدهما في مرمى مولودية الجزائري قاد به الفريق الجنوبي إلى الفوز 1-0 لحساب ذهاب ربع النهائي، وآخر هز به شباك بيراميدز المصري في إياب نصف النهائي الذي خسره فريقه 2-3.
وفور نهاية موسمه الأول مع أورلاندو بيراتس الذي توج فيه مشواره بتسجيل 7 أهداف وصناعة 5 في 39 مباراة بمختلف المسابقات، حصل موهاو نكوتا على مكافأة كبيرة، وتمثلت في استدعائه إلى صفوف منتخب بلاده «بافانا بافانا» الذي كان يستعد لخوض مباراتين تجريبيتين أمام تنزانيا وموزمبيق، ولعب في الأولى 22 دقيقة، بينما خاض جميع دقائق اللقاء الثاني.
والآن بعد انتقاله إلى صفوف الاتفاق، بدا نكوتا متحمسًا للدفاع عن ألوان الفريق الاتفاقي، وفي هذا الصدد نقل موقع أورلاندو بيراتس تصريحات له قال فيها: «تغمرني مشاعر متضاربة، وأنا ممتن للنادي على تحقيق حلمي، صحيح أنني أشعر بالحزن لمغادرة الفريق الوحيد الذي عرفته، لكنني أشعر أيضًا بالحماس للرحلة الجديدة».