نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الأديب والناقد السوري وليد مشوح… جسد يغيب… وإرث يضيء ذاكرة الأدب - تليجراف الخليج ليوم الاثنين 14 يوليو 2025 02:24 مساءً
دمشق-تليجراف الخليج
في مسيرة حافلة بالإبداع والعطاء، نسج الأديب والناقد السوري وليد مشوح فصولاً منيرة في ميادين الشعر والنقد والعمل الثقافي، ليرحل تاركاً وراءه إرثاً أدبياً غنياً يتردد صداه، وتجربة إنسانية نادرة في عمقها وصفائها، ستبقى محفورة في ذاكرة الأدب.
عُرف الراحل بقلمه الصادق وصوته الحر الذي عبر عن وجع الإنسان وجمال الحياة، وكتب القصيدة والنقد والدراسة الأدبية، وأسهم في إغناء المشهد الثقافي السوري والعربي لعقود طويلة، وبعد رحيله أول أمس غاب جسداً، لكن بقيت كلماته شاهدة على مسيرة إبداع لا تنتهي، وأثرٍ خالدٍ في ذاكرة الأدب.
النشأة والتعليم
ولد الأديب والناقد السوري وليد مشوح في مدينة دير الزور عام 1944، وحصل على البكالوريوس من الجامعة المستنصرية في بغداد، ثم نال الماجستير والدكتوراه في الأدب العربيّ من جامعة دمشق، عمل في الصحافة والثقافة وتولى عدة مسؤوليات منها، رئاسة تحرير صحيفة الأسبوع الأدبي، ومجلة الموقف الأدبي.
أعماله الإبداعية
تميز عطاء الأديب والناقد السوري وليد مشوح الشعري بتعدد التجارب، وصدرت له دواوين بارزة منها، الظلال الأربعة للوجه الواحد- تمتمات إلى سيدة الحزن والفرح- أعيش كما تشتهون أموت كما أشتهي- إلى جانب كتابة شعر الأطفال، حيث نال جائزة شعر الأطفال من مؤسسة أنجال هزاع بن زايد عن مجموعته فتية الشمس.
وفي مجال النقد، توج جهوده بجائزة الإبداع في نقد الشعر بمؤسسة البابطين الثقافية عن كتابه “الموت في الشعر العربي السوري المعاصر”، إضافة الى بصمته المميزة في تحرير ونشر العديد من الدراسات والمؤلفات النقدية والتحقيقية.
ومن مؤلفاته في مجال الدراسات النقدية الشاعر المضيّع أبو الفضل الوليد، والصورة الشعرية عند عبد الله البردوني.
كما كان الدكتور وليد مشوح عضواً فاعلاً في الحياة الثقافية السورية، إذ شغل عضوية المجلس المركزي لاتحاد الكتاب العرب، وفي جمعية الشعر واتحاد الصحفيين العرب، إلى جانب مشاركاته الواسعة في الإعلام الثقافي.
تجربته الأدبية
تراوحت كتابات الأديب والناقد السوري وليد مشوح بين الشعر الكلاسيكي والشعر المنبري، موجهاً رسائله إلى عموم الناس، متبعاً أسلوباً يجمع بين الحداثة والالتزام الوجداني نحو الوطن والإنسان، مع اهتمام عميق بمسألة الموت كما عبر عن ذلك في أكثر من دراسة وتصريح.
الشاعر عبد الناصر حداد رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في دير الزور في تصريح لـ تليجراف الخليج، نعى الكاتب مشوح الذي فقدت الساحة الثقافية والأدبية السورية والعربية برحيله أحد أعمدتها الباسقة، بقوله: انكسر قلم من أقلام الزمان وجف فرع من فروع الفرات.
ووصف حداد الراحل بأنه كان شاعراً أرقّ من نسمات بردى والفرات، وناقداً بصيراً وأكاديمياً أثرى الأجيال بعلمه وأدبه، وإدارياً نذر جهده لخدمة الكلمة والكتاب والأدباء.
وأضاف حداد: غادرنا صاحب “أعيش كما تشتهون أموت كما أشتهي” الذي أبدع في الشعر والنقد وتحقيق التراث والمخطوطات، ووصلت إشراقاته من الشعر والتأليف إلى إدارة النشاط الثقافي، وفي التدريس والجامعات، فظلَّ منارةً يهتدى بها عبر مؤلفاته التي تزين المكتبة العربية وأصبحت تراثاً خالداً.
واختتم حداد حديثه عن الراحل بالقول: رحل الجسد.. رحل كما يشتهي.. لكن كلماته ستظل نبراساً في سماء الثقافة العربية.
قصيدة في رثاء الراحل
الشاعر حداد كتب قصيدة من شعر التفعيلة رثى فيها الأديب والناقد السوري الراحل وليد مشوح، فجاءت مليئة بالعاطفة والشجن واستقى عناصرها من بيئة الفرات، ونسجها على تفعيلات من بحور الطويل والكامل والبسيط والوافر، وختمها بأن الأمل باق، بأن سوريا الولادة ستظل تنجب المبدعين أمثال وليد جاء فيها:
مضيتَ كماء الفرات إلى البحر
تاركاً خلفك سد العطش ودرب القوافي
وكل كلمة تزرعها..
تُنبِتُ شجرة من ماء في جفاف المكان
روحك المخطوطة في كتب الأبد
تلقي أناشيدها في مدارج الزمان
وكلما مر الفرات على اسمك
يحمل أوراقاً جديدة لوليد يتجدد
0 تعليق