شهد مطار ساوثند في إسكس، المملكة المتحدة، حادثًا مأساويًا حين تحطمت طائرة طبية صغيرة من طراز "Beech B200 Super King Air" بعد دقائق قليلة من إقلاعها نحو مدينة ليليستاد الهولندية، وسط صدمة وذهول شهود العيان.

قبل لحظات من الكارثة، لوّح الطيارون للأطفال القريبين من المدرج في مشهد مؤثر، قابله الأهالي بالتحية، دون أن يعلموا أن تلك اللفتة ستكون الأخيرة، كما نقلت صحيفة "ذا صن". يقول أحد الشهود، جون جونسون، إنه وأسرته بادلوا الطيارين التحية قبل أن تنحرف الطائرة بشكل حاد إلى اليسار وتنقلب بسرعة ثم تهوي لترتطم بالأرض وتنفجر في كرة نارية هائلة.

سحب كثيفة من الدخان الأسود تصاعدت من موقع الحادث، فيما هرعت فرق الإنقاذ على الفور إلى المكان عند الساعة 3:58 عصرًا. وتم إرسال خمس وحدات إطفاء من إسكس بالإضافة إلى فرق طبية وطائرات إخلاء جوي، بينما فُرض طوق أمني حول المنطقة.

من جانبه، قال أحد عمال ملعب الجولف المجاور إنه شعر بحرارة مفاجئة شديدة، قبل أن يشاهد النيران تتصاعد إلى ارتفاع نحو 100 قدم، واصفًا الإحساس بـ"الانصهار" من شدتها، فيما أُصيب رواد الملعب بحالة من الذهول واندفع بعضهم لمعرفة مصير ركاب الطائرة.

ولم تؤكد السلطات بعد ما إذا كانت الطائرة تقل مرضى، لكنها أشارت إلى أنها كانت مجهزة بالكامل لنقل الحالات الطبية. في الأثناء، أعلنت إدارة المطار تعليق جميع الرحلات، بما في ذلك رحلات "إيزي جيت" إلى باريس وأليكانتي وفارو وبالما دي مايوركا، إلى حين إشعار آخر.

ويُشارك فرع تحقيقات حوادث الطيران البريطاني في التحقيقات الجارية لتحديد سبب الانحراف المفاجئ للطائرة وسقوطها بعد لحظات فقط من الإقلاع، في حادث يسلط الضوء من جديد على معايير السلامة في الرحلات الطبية الخاصة.