عبّر الإعلامي البارز عادل اليافعي عن تشاؤمه العميق من الواقع الراهن في اليمن، واصفًا إياه بأنه يسير "عكس الفطرة السليمة"، في تحليل قاسٍ لأزمات البلاد المتشعبة التي تزداد تعقيدًا مع غياب الحلول السياسية والاجتماعية الفاعلة.

أرجع اليافعي في حديثه أسباب الانحدار الحاد الذي تشهده اليمن إلى عاملين رئيسيين: غياب القيادة الحقيقية القادرة على توحيد الصفوف وقيادة البلاد نحو بر الأمان، وافتقاد الشعب للامتثال للقانون والنظام، مما فتح الباب أمام الفوضى والصراعات التي أنهكت الدولة ومؤسساتها.

وأكد أن اليمن "أُصيبت ببلاء عظيم" نتيجة هذا الاختلال العميق في البنية السياسية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن لا يعكس تاريخ اليمن العريق ولا كفاح شعبه من أجل الحرية والكرامة.

رسم اليافعي صورة قاتمة للوضع الحالي، واصفًا إياه بـ"الانهيار الشامل" الذي طال كل مناحي الحياة، من الاقتصاد المنهار إلى الخدمات العامة المتداعية، مرورًا بالتمزق الاجتماعي وانتشار الصراعات المسلحة.

لكن رغم هذا التشاؤم، أبدى اليافعي بصيصًا من الأمل، معربًا عن تمسكه باحتمال ظهور "رجال صادقون ومخلصون" يمكنهم انتشال اليمن من "غياهب الجب" الذي سقطت فيه، داعيًا إلى ضرورة توحيد الجهود لإعادة بناء الدولة على أسس سليمة.

أثارت تصريحات اليافعي ردود أفعال متباينة، حيث أيّده كثيرون في تشخيصه الدقيق للأزمة، بينما انتقده آخرون بسبب "العمومية" في التحليل وعدم تقديم حلول عملية. إلا أن الجميع اتفق على أن اليمن يعيش أسوأ مراحله، وأن الخروج من النفق يحتاج إلى إرادة جماعية محلية وإقليمية ودولية.

يذكر أن اليمن يشهد منذ سنوات أزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة، مع استمرار الحرب وانهيار الاقتصاد، مما دفع الملايين إلى حافة المجاعة، وسط غياب أي مؤشرات قريبة على الحل.