يؤدي البروتين دورًا حيويًا في جسم الإنسان يتجاوز مجرد بناء العضلات، إذ يُسهم في دعم صحة الجلد والشعر والأظافر، وتنظيم الهرمونات، وتعزيز جهاز المناعة. ومع ذلك، فإن نقصه غالبًا ما يمر دون ملاحظة، حيث تظهر أعراضه في شكل إشارات خفية نعتقد أحيانًا أنها ناتجة عن التعب أو تغيّر الطقس.

ويُعد الشعور الدائم بالجوع أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وخاصة الحلويات، أحد أولى علامات نقص البروتين. إذ يؤدي غياب البروتين الكافي إلى صعوبة في تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يتسبب في نوبات جوع مفاجئة تدفع الجسم لطلب طاقة سريعة من السكريات.

كما يُمكن أن يظهر النقص في شكل انتفاخات غير مبررة، خصوصًا في الوجه أو القدمين. ويعود السبب إلى انخفاض مستوى "الألبومين"، وهو بروتين يمنع تسرب السوائل من الأوعية الدموية. وعند اختلال هذا التوازن، تتجمع السوائل في الأنسجة، مما يؤدي إلى التورم.

ويؤثر نقص البروتين كذلك على الحالة المزاجية، إذ تُستخدم الأحماض الأمينية في إنتاج نواقل عصبية تنظم العاطفة مثل السيروتونين والدوبامين. ويؤدي نقص هذه العناصر إلى تقلبات مزاجية، وتهيج، وصعوبات في النوم، وحتى أعراض اكتئاب خفيف.

ويُضعف نقص البروتين قدرة الجسم على تجديد الأنسجة، مما يُؤخّر شفاء الجروح، ويجعل الأظافر هشّة، والجلد أقل مرونة. ويُعد الكولاجين أحد البروتينات الأساسية المرتبطة بهذه الوظائف الحيوية، وقلّته تترك أثراً مباشراً على مظهر الجلد وصحته.

وأخيرًا، يعكس تساقط الشعر بشكل غير طبيعي أو على شكل كتل مؤشراً خطيراً على نقص البروتين. إذ يفضّل الجسم في حالات النقص توجيه البروتين المتوفر للأعضاء الحيوية، مما يقلل من إمداد بصيلات الشعر، ويضعف المناعة، ويزيد من احتمالية الإصابة المتكررة بالعدوى والأمراض.