متابعات- تليجراف الخليج

في خطوة عاجلة لإنقاذ مبادرة إنسانية كادت أن تنهار، تدخلت السفارة السودانية بالقاهرة بشكل مباشر للإشراف على إجلاء أكثر من (1200) مواطن سوداني من مدينة الإسكندرية إلى أرض الوطن، بعد أن واجهت المبادرة – التي أطلقها أحد أبناء الجالية السودانية – تعثّراً مفاجئاً كاد أن يوقف العملية بأكملها.

مبادرة طوعية ومساهمة رمزية من المواطنين

بدأت المبادرة على يد أحد أبناء الجالية السودانية في مصر، الذي تحرك بمجهوده الخاص لتوفير وسائل نقل تُمكّن المواطنين السودانيين الراغبين في العودة إلى البلاد من مغادرة مدينة الإسكندرية. وتم تأمين عدد (22) حافلة لنقل المواطنين طوعياً، مقابل مساهمة رمزية من كل فرد بلغت (400) جنيه مصري.

تحمّل المواطنون هذا المبلغ بأنفسهم، واستعدوا للانطلاق، ووصلت الحافلات بالفعل إلى نقطة التجمع تمهيدًا للتحرك، غير أن العملية واجهت عائقاً مالياً مفاجئاً.

أزمة مالية كادت تُفشل الجهود

تعثرت المبادرة بسبب عدم الإيفاء ببعض الالتزامات المالية تجاه أصحاب الحافلات، ما دفعهم إلى التوقف عن مواصلة العملية، مما أدخل العائدين في حالة من القلق والإحباط، وسط ترقب لما ستؤول إليه الأمور، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السودانيون العالقون في الخارج.

تدخل عاجل من السفارة السودانية بالقاهرة

بروح المسؤولية، تدخلت السفارة السودانية بالقاهرة بشكل فوري لمعالجة الأزمة، وأجرت اتصالات مكثفة مع الأمانة العامة لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، ومنظومة الصناعات الدفاعية، إلى جانب عدد من رجال الأعمال السودانيين الذين هبّوا بسرعة لدعم المبادرة.

وبفضل هذا التنسيق الفوري، تم تأمين المبلغ المطلوب بالكامل لتغطية تكلفة الحافلات، وجرت عملية التجميع المالي داخل مقر السفارة، ما مكّن من تجاوز الأزمة وعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي.

انطلاق قوافل العودة بعد تجاوز العقبات

نجحت عملية الإجلاء في الانطلاق بسلاسة بعد حل الأزمة، حيث تمكّن أكثر من 1200 مواطن من التحرك إلى أرض الوطن، وسط إشادات واسعة من المواطنين الذين ثمنوا هذا التدخل الرسمي والوطني من كافة الجهات المعنية.

إشادة بتضافر الجهود الوطنية

عبّرت السفارة السودانية عن تقديرها العميق للتجاوب السريع من قبل الجهات السودانية الرسمية وغير الرسمية، مؤكدة أن مثل هذا التعاون يعكس روح التضامن الوطني في مواجهة التحديات، ويجسد حرص الدولة على حماية مواطنيها في الخارج.

وأكدت السفارة استمرارها في الوقوف إلى جانب المواطنين السودانيين في كل الظروف، والعمل على تأمين عودتهم الآمنة إلى السودان، خاصة في ظل الأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد حالياً.

كما أثنت على مبادرة أبناء الجالية السودانية في الخارج، واعتبرتها نموذجاً يحتذى في الإحساس بالواجب، ومؤشراً على عمق الانتماء الوطني حتى في أحلك الظروف.