تليجراف الخليج - في صيف السعودية، تتجاوز درجات الحرارة أحيانًا حاجز الـ50 درجة مئوية، وتصبح القيادة في منتصف النهار تجربة قاسية على السائق والسيارة معًا.

ما الذي تفعله الحرارة العالية في السيارات؟

نظام التبريد تحت الضغط

وبينما تتحمّل بعض السيارات هذه الظروف الصعبة بكل قوة، تعاني سيارات أخرى من أعطال متكررة واختناقات في الأداء بمجرد التعرض للشمس لفترة قصيرة، وهنا يأتي السؤال المهم: هل كل السيارات مناسبة للأجواء في السعودية أو الخليج بشكل عام؟ والإجابة ببساطة: لا.

في هذا المقال نسلط الضوء على أنواع السيارات التي تتأثر سلبًا بالحرارة العالية، وأيضًا نُرشّح لك سيارات أثبتت كفاءتها في الظروف المناخية القاسية، لمساعدتك في اتخاذ قرار الشراء الصحيح.

الحرارة المرتفعة في بيئة مثل السعودية لا تؤثر فقط على راحة السائق والركاب، بل تُرهق أنظمة كاملة داخل السيارة وتُسرّع من تآكلها، خاصة إذا لم تكن السيارة مجهّزة للتعامل مع هذه الظروف. إليك التفاصيل:

نظام التبريد في السيارة هو المسؤول عن الحفاظ على درجة حرارة المحرك في الحدود المثالية. لكن في ظل درجات حرارة خارجية تتجاوز 45 مئوية، فإن الضغط يتضاعف على هذا النظام، خصوصًا:

الرديتر (المبرد) قد يفقد كفاءته في تبريد السائل، أو يبدأ في التسريب.

المراوح تعمل بأقصى طاقتها لفترات طويلة مما يؤدي إلى استهلاكها سريعًا.

في بعض السيارات غير المصممة للبيئات الحارة، قد ترتفع حرارة السيارة بشكل مستمر حتى مع القيادة العادية، مما يؤدي إلى توقف المحرك أو ظهور إنذارات على الشاشة.

المحركات الصغيرة المزودة بشواحن تيربو (Turbocharged Engines) تقدم أداءً ممتازًا في المدن الباردة، لكن في الأجواء الحارة تصبح أكثر عرضة للاختناق، والسبب:

الهواء الساخن أقل كثافة، ما يُقلل من كفاءة الاحتراق الداخلي.

مع استمرار الضغط الحراري، يقل العزم تدريجيًا وتشعر بأن السيارة بطيئة في الاستجابة.

يزداد استهلاك الزيت، ويقل العمر الافتراضي لبعض المكونات، مثل جوان رأس المكينة.

في بيئة حارة، يُصبح التكييف ضرورة أساسية لا رفاهية، وإذا لم يكن نظام التكييف مصممًا بأداء عالٍ، تظهر المشاكل التالية:

بطء التبريد في المقصورة حتى بعد دقائق من التشغيل.

غياب فتحات خلفية يسبب تفاوتًا في توزيع الهواء، خاصة للعائلات.

المكيف يعمل لأوقات طويلة، مما يُجهد ضاغط الهواء (الكمبروسر) ويزيد من استهلاك الوقود.

وهنا تصبح تجربة القيادة مرهقة جسديًا ونفسيًا، خصوصًا في الزحام أو السفر لمسافات طويلة.

الحرارة العالية وأشعة الشمس المباشرة تؤثر بشدة على المواد المستخدمة في التشطيب الداخلي والخارجي:

تشققات في الطبلون (لوحة القيادة) والكونسول، خاصة في السيارات التي تستخدم بلاستيكات أو مواد رديئة.

بهتان أو تقشر طلاء الهيكل الخارجي نتيجة التعرض الطويل للشمس دون عناية أو حماية.

بعض السيارات الأوروبية التي لم تُصمّم للمناخ الخليجي قد تستخدم مواد جلدية أو قماشية تتأثر سريعًا بحرارة الشمس، مما يفسد مظهر المقصورة خلال أول عامين فقط.

ليس المقصود الحديث عن علامات تجارية أو طرازات محددة، لكن هناك فئات من السيارات معروف عنها ضعف التحمل في الأجواء الحارة، ومن أبرزها:

السيارات الأوروبية المُخصصة للمدن الباردة: بعض العلامات الأوروبية تأتي بنظام تكييف ضعيف نسبيًا مقارنة بالاحتياج في الخليج.

السيارات بمحرك تيربو صغير الحجم: رغم أنها اقتصادية في استهلاك الوقود، إلا أن أداءها يتراجع بشكل واضح في الحر.

السيارات ذات العزل الداخلي الرديء: العزل الحراري الرديء يزيد من سخونة المقصورة بسرعة، مما يُضعف تجربة الركوب.

السيارات بدون فتحات تكييف خلفية: وهذا يؤثر بشكل مباشر على راحة العائلة أو الركاب في المقاعد الخلفية.

لحسن الحظ، توجد سيارات صُممت خصيصًا لتحمل أقسى ظروف المناخ، واكتسبت ثقة المستخدمين في المملكة والخليج عمومًا. إليك بعض الخيارات المجربة:

السيارة ما يميزها في الأجواء الحارة تويوتا لاندكروزر نظام تبريد ممتاز، تحمّل استثنائي على الطرق الصحراوية نيسان باترول تكييف قوي حتى في المقعد الثالث، اعتمادية عالية تويوتا فورتشنر أداء ثابت في الظروف القاسية، وتصميم مهيأ للحرارة شيفروليه تاهو مقصورة معزولة جيدًا، تكييف متعدد المناطق فورد إكسبيديشن تبريد مثالي + أداء ثابت في السفر والمسافات الطويلة لكزس LX تجربة فاخرة لا تتأثر بالطقس القاسي عند التفكير في شراء سيارة جديدة بالسعودية، هناك 5 عناصر رئيسية يجب أن تتحقق منها:

قوة نظام التكييف وتوفر فتحات خلفية

نوع المحرك (الأفضل محرك تنفس طبيعي أو محرك كبير الحجم)

خامات داخلية مقاومة للتشقق والحرارة

وجود عزل حراري فعّال في الزجاج والمقصورة

توفر خدمات الصيانة والضمان محليًا

قد تنجذب لتصميم سيارة أوروبي أنيق أو تقنيات ذكية، لكن ما لا تعرفه أن بعض هذه السيارات صممت خصيصًا لبيئة باردة، وهو ما يخلق فجوة في الأداء عندما تُستخدم في الخليج.

بعض السيارات لا تحتوي على فتحة تهوية داخل الكبوت تكفي لتبريد المحرك.

أو تأتي بمكيف ضعيف موجه لدرجة حرارة 25 مئوية كحد أقصى.

وقد تتعرض السيارات الأوروبية لـ تشققات في الطبلون بعد عامين فقط من الاستخدام، خصوصًا إذا لم تُركب عوازل حرارية.

قبل شراء سيارة مستعملة، لا تكتفِ بفحصها أثناء الطقس المعتدل. اختبر أداء التكييف والمحرك أثناء الظهيرة، وراجع تاريخ أعطال التبريد إن أمكن. ومنصات مثل مستعمل في السعودية تتيح لك تصفح آلاف السيارات المستعملة، لكن القرار الذكي يتطلب فحص دقيق وتقييم عملي.

ويمكنكم تحميل تطبيق مستعمل وجديد من خلال الروابط الآتية:

تحميل أندرويد: هنــا

تحميل IOS: هنــا

وتحميل هاواوي: هنــا

أخيراً، الحرارة العالية في السعودية ليست مزحة، والسيارة التي تضع ثقتك فيها يجب أن تكون مجربة وقوية وتتحمل الظروف اليومية القاسية. اختر سيارة تناسب البيئة، لا فقط شكلها الخارجي أو سعرها. فاختيار السيارة المناسبة يعني راحة بال، وتقليل زيارات الورش، وأداء يومي مستقر حتى في قلب الصيف.