نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: وائل الشرقاوي.. بصمة لحنية أردنية تعيد للفن العربي سحره - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 16 يوليو 2025 10:29 صباحاً
- في زمنٍ تطغى فيه الضوضاء على الإحساس، وتُنتج فيه الألحان كوجبات سريعة لا تلبث أن تُنسى، تخرج إلينا لحظة فارقة، لحظة تنتصر للفن الحقيقي. لحظةٌ حملت توقيع الملحن الأردني وائل الشرقاوي، ابن المدرسة الموسيقية الأصيلة، ونجل الموسيقار الراحل غازي الشرقاوي، أحد روّاد الموسيقى الأردنية.
"كيفك ع فراقي"، ليست مجرد أغنية جديدة؛ بل عمل فني متكامل يعيد إلى الأذهان زمن الطرب الجميل، حيث تتعانق الكلمة واللحن والصوت في مشهدٍ مليء بالجمال والرقي. لحّنها وائل الشرقاوي بإحساس عالٍ، لتُغنّى بصوتين من ذهب: النجم الكبير فضل شاكر، ونجله الفنان الشاب محمد شاكر، في أول دويتو يجمع بينهما ويُعتبر الأجمل على الساحة في عام 2025.
وائل الشرقاوي ليس جديدًا على الساحة الفنية؛ فهو ينتمي لعائلة عريقة في الموسيقى، ووالده غازي الشرقاوي ترك بصمات لا تُنسى في تاريخ الفن الأردني. هذا الإرث لم يكن عبئًا، بل دافعًا، حيث اختار وائل أن يُثبت نفسه بجهده وموهبته، لا باسمه فقط.
وهو فنان شامل كتب، لحّن، غنّى ووزّع، وتميّز بأسلوب يمزج بين الرقي الشرقي والروح العصرية. وعلى مدار السنوات، قدّم ألحانًا لعدد من كبار الفنانين الأردنيين والعرب، فأثبت نفسه كواحد من أبرز الأصوات اللحنية في المنطقة، بما يتمتع به من حس فني راقٍ وقدرة فريدة على قراءة الشخصية الغنائية لكل صوت يتعاون معه.
عودة فضل شاكر إلى الغناء بصيغة دويتو مع ابنه محمد كانت مفاجأة مدوّية لعشاق الطرب. الأغنية حملت دفئًا عائليًا عاطفيًا، أضافت إليه لمسة اللحن السلس الذي قدّمه الشرقاوي بعد فهم دقيق لطبيعة صوت كل من الفنانين، فخرج العمل متوازنًا، ناضجًا، وإنسانيًا إلى أقصى حد.
الكلمات: بقلم الشاعرة سمر هنيدي، التي لامست ببساطتها عُمق المشاعر.
التوزيع الموسيقي: أبدع فيه حسام صعبي، الذي عزّز الأجواء الرومانسية بإيقاع ناعم وذكي.
اللحن: وائل الشرقاوي قدّم فيه درسًا في الإحساس والتوازن، جامعًا بين الحنين إلى زمن الطرب والذكاء الموسيقي الحديث.
هذا العمل لم يكن مجرّد إطلاق أغنية، بل عودة إلى الأصالة من بوابة الإحساس، وتأكيد على أن الموهبة الحقيقية لا تحتاج إلى بهرجة أو إنتاج ضخم، بل تحتاج فقط إلى إخلاص فني، وفريق يحب ما يفعل.
فضل شاكر، الذي اختار في السنوات الأخيرة أن يُغني من بيته ببساطة، أثبت أن الصدق الفني هو أعظم أدوات الوصول إلى الجمهور. وابنه محمد، بصوته الهادئ وأدائه العفوي، برهن أنه مشروع نجم كبير يسير على درب والده دون أن يقلّده.
"كيفك ع فراقي" عمل فني يُحترم، ينتمي إلى زمن الفن الجميل ويُثبت أن الأردن لا يزال يقدّم للموسيقى العربية أسماء كبيرة مثل وائل الشرقاوي، الذي ينتمي إلى مدرسة فنية حقيقية ويمتلك أدواته الكاملة كملحن شامل، موهوب، وصاحب رؤية.
تحية لكل من ساهم في هذا العمل، ولكل من لا يزال يؤمن أن الفن رسالة، وليس فقط مادة استهلاكية.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق