أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم (الثلاثاء) استكمال قوات الفرقة المدرعة 36 تدشين محور عسكري جديد داخل محافظة خان يونس، أطلق عليه اسم "ماغين عوز"، ويعرف أيضًا بـ"درع الشجاعية"، في خطوة تأتي ضمن سياسة الاحتلال الرامية إلى فصل مناطق القطاع وعزلها ميدانيًا.

ووفق بيان صادر عن الجيش، يمتد المحور الجديد بطول 15 كيلومترًا بشكل أفقي، انطلاقًا من محور "موراج" شمالي مدينة رفح جنوبًا، وصولًا إلى بوابة "كيسوفيم" شمال شرقي بلدة القرارة جنوب القطاع.

ويقع المحور في الجزء الشرقي من محافظة خان يونس، ويفصل فعليًا بلدات شرق المحافظة عن غربها، بما يشمل مناطق: عبسان الكبيرة، عبسان الجديدة، بني سهيلا، خزاعة، القرارة، الفخاري، وجورة اللوت، ما يساهم في تقطيع أوصال المحافظة بشكل غير مسبوق.

وبحسب المعطيات الميدانية، أنشئ المحور على أنقاض أحياء سكنية مدمرة وأراضٍ زراعية جرى تجريفها خلال الاجتياحات المتكررة، وذلك في سياق استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تقسيم قطاع غزة إلى مناطق معزولة يسهل السيطرة عليها ميدانيًا.

تداعيات إنسانية خطيرة

ويحذر مراقبون من تداعيات إنسانية واسعة النطاق لهذا المحور، لا سيما في محافظة خان يونس التي شهدت موجات نزوح ضخمة خلال الأشهر الماضية. إذ من المتوقع أن يؤدي "ماغين عوز" إلى عزل آلاف العائلات ومنعها من التنقل بين شرق المدينة وغربها.

كما أنه سيعرقل بشكل خطير وصول المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية إلى المناطق المحاصرة، خاصة للعائلات التي فرت من مناطق القتال شرقًا نحو الغرب.

بدوره، نقل مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي "دورن كدوش" عن مصادر عسكرية قولها إن المحور الجديد سيستخدم كـ"ممر آمن" لتحركات الجيش الإسرائيلي، ويهدف إلى تأمين خطوط الإمداد ونقل الجنود والآليات بين قواعد الاحتلال شرق القطاع والمناطق التي اقتحمتها قواته داخل مدينة خان يونس.

المحور الخامس.. ولكن الأول أفقيا

ويعد "ماغين عوز" الخامس ضمن سلسلة محاور عسكرية أقامها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وتشمل هذه المحاور:

• فيلادلفيا: الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
• موراج: الفاصل بين رفح وخان يونس.
• نتساريم: يفصل وسط القطاع عن مدينة غزة.
• مفلاسيم: يفصل غزة عن شمال القطاع.
• ماغين عوز: يفصل شرق خان يونس عن غربها.

ورغم ذلك، يُعد هذا المحور هو الأول الذي يُقام أفقيًا، ما يعني أنه يفصل بين الشرق والغرب، خلافًا لبقية المحاور التي اتخذت طابعًا طوليًا وهدفت إلى تقسيم القطاع من الشمال إلى الجنوب.

سياسة عسكرية بغطاء سياسي

ويُعتبر إنشاء مثل هذه المحاور جزءًا من سياسة الضغط العسكري الإسرائيلي الهادفة إلى فرض وقائع ميدانية على الأرض، قد تُستخدم لاحقًا كورقة ضغط في المفاوضات السياسية، لدفع الفلسطينيين نحو تقديم تنازلات تحت وطأة الحصار والتجويع والعزل الجغرافي.

كما يمكن اعتبار أن استمرار الاحتلال في شق المحاور وتقطيع القطاع ينذر بإطالة أمد الأزمة الإنسانية، ويزيد من تعقيد أي جهود لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى تسوية سياسية عادلة.

وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.