تشهد أسواق المال الخليجية تقلبات واضحة وسط تفاعل المستثمرين مع التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث حافظت أسهم الإمارات على وتيرة صعودها، بينما سجلت معظم الأسواق الخليجية الأخرى تراجعات متفاوتة.

وسجل سوق دبي المالي أعلى إغلاق له منذ يناير 2008 عند مستوى 5974 نقطة بارتفاع نسبته 1%، في حين ارتفع مؤشر أبوظبي بنسبة 0.3% ليغلق عند 10176 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ يناير 2023، ما يعكس ثقة متزايدة في السوق الإماراتي وسط تدفقات استثمارية إيجابية.

تراجع المؤشرات في السعودية وقطر والكويت وسط توتر عالمي

في المقابل، أغلق مؤشر السوق السعودي "تاسي" منخفضًا بنسبة 0.5% عند 11038 نقطة، متأثرًا بهبوط سهم أرامكو بنسبة 0.7%، وتفاوت في أداء أسهم البنوك. كما انخفض سهم الراجحي 0.4%، بينما ارتفع سهم البنك السعودي الأول بنسبة 0.8%.

أما في قطر، فقد تراجع المؤشر بنسبة 0.1% ليغلق عند 10811 نقطة، وسط تداولات بلغت 563 مليون ريال. وسجلت بورصة الكويت تراجعًا حادًا بنسبة 1.2%، فيما انخفض مؤشر مسقط بنسبة 0.3%، وواصل مؤشر البورصة المصرية تراجعه بنسبة 1.4% مغلقًا عند 33473 نقطة.

ترقب حذر لتوجهات الفائدة الأمريكية ومستقبل الاقتصاد العالمي

يراقب المستثمرون في الخليج عن كثب التصريحات والسياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، خصوصًا فيما يتعلق بموقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أسعار الفائدة، وتأتي هذه المراقبة عقب صدور بيانات تكشف عن ارتفاع طفيف في أسعار المستهلكين الأميركيين.

في تصريحات مثيرة، اعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن التضخم لا يزال منخفضًا، مطالبًا بخفض فوري للفائدة لدعم النمو، وهو ما يضع الأسواق المالية في حالة ترقب، خصوصًا في دول الخليج التي تعتمد بشكل كبير على الاستقرار المالي العالمي وتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية.

تقلبات أسعار النفط تضغط على أسواق الطاقة الخليجية

تشهد أسعار النفط العالمية تحركات متذبذبة رغم التوقعات بزيادة الطلب خلال فصل الصيف في أسواق رئيسية مثل الصين والولايات المتحدة. وقد انخفض سعر خام برنت بنسبة 0.8% (ما يعادل 57 سنتاً) ليصل إلى 68.14 دولارًا للبرميل، في ظل حالة من التوازن الحذر بين العوامل الداعمة والمخاوف من تأثير السياسات التجارية الأميركية على الطلب العالمي.

تأتي هذه التقلبات في وقت تعتبر فيه أسواق الطاقة الخليجية من الأكثر تأثرًا بأسعار الخام، ما يجعل أي تحرك في الأسواق العالمية ذو أثر مباشر على اقتصادات المنطقة وخططها المالية المستقبلية.

نظرة تحليلية: الحذر يسيطر على قرارات المستثمرين في الخليج

تعيش الأسواق الخليجية حالة من الترقب وسط ارتفاع التضخم العالمي، وعدم وضوح مسار السياسات النقدية الأميركية، وتقلبات أسعار النفط، وكلها عوامل تفرض على المستثمرين اتباع استراتيجيات استثمارية مدروسة، خاصة مع قرب صدور نتائج أعمال الشركات الكبرى.

وتُظهر البيانات أن أداء السوق الإماراتي يواصل التفوق بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي المحلي، بينما تكافح بقية الأسواق لمواكبة التحولات المتسارعة عالميًا.