بدأ الجيش السوري، مساء الأربعاء، عملية انسحاب من مدينة السويداء جنوب البلاد، بتنفيذ اتفاق مع مشايخ الطائفة الدرزية، بعد إتمام مهمته في ملاحقة الجماعات المسلحة، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية "سانا".

أعلنت الداخلية السورية، في وقت سابق اليوم، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يتضمن اندماج السويداء ضمن الدولة السورية. ونص الاتفاق على نشر حواجز أمنية وشرطة، بمشاركة أبناء المنطقة، لتعزيز الأمن، إلى جانب تشكيل لجنة مشتركة برعاية الدولة ومشايخ العقل لمراقبة التنفيذ.

ونشرت "سانا" مقطعًا مصورًا يظهر موكبًا عسكريًا يضم دراجات نارية وسيارات محملة بأسلحة، يغادر المدينة، مما يعكس بدء الانسحاب. وأكد يوسف جربوع، أحد مشايخ الدروز، التزام الاتفاق، بينما رفض الزعيم الروحي حكمت الهجري الاتفاق، متمسكًا بمواصلة القتال.

جاء الانسحاب بعد دخول قوات الجيش السويداء يوم الإثنين لاستعادة الأمن، إثر اشتباكات بين جماعات درزية وبدو أسفرت عن عشرات القتلى. وفي الوقت نفسه، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على أكثر من 160 هدفًا في السويداء ودرعا ودمشق، أودت بحياة 3 مدنيين وأصابت 34 آخرين في دمشق، وفق وزارة الصحة.

وتبرر إسرائيل، كما تدعي، هذه العمليات بحماية الدروز، بهدف جعل جنوب سوريا "منزوع السلاح"، لكن زعماء الطائفة أدانوا التدخل الخارجي وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا. ولم تُصدر الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع تهديدات لإسرائيل، رغم الغارات المتكررة التي تستهدف مواقع عسكرية وتؤدي إلى خسائر مدنية.