نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حرائق اللاذقية تكشف هشاشة الوقاية وتترك الطبيعة تصارع الرماد - تليجراف الخليج ليوم الخميس 17 يوليو 2025 11:10 صباحاً
اللاذقية-تليجراف الخليج
شهدت محافظة اللاذقية خلال الأسبوع الأول من شهر تموز الجاري سلسلة من الحرائق الضخمة التي التهمت مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية في ريف المحافظة، متسببةً بنزوح مئات العائلات وخسائر بيئية واقتصادية كبيرة، وتواصل الجهات المعنية جهودها للسيطرة على النيران وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
مؤشرات أولية لنتائج الكارثة
ووفقاً لتقارير وزارة الزراعة ومديرية الدفاع المدني، فقد بلغت المساحات المحترقة نحو 14,300 هكتار، وتضررت أكثر من 7,500 شجرة زيتون، إضافة إلى فقدان ما يزيد على 3,200 دونمات من الأراضي الزراعية في مناطق زنزف ومليكلي والقنطرة وقسطل معاف.
كما أسفرت الحرائق عن نزوح أكثر من 1,200 عائلة إلى مراكز إيواء في مدينة اللاذقية، وسط توفير احتياجات عاجلة من مأوى وغذاء وعناية طبية بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمنظمات الأهلية.
جهود الإطفاء والتدخل الميداني
وأوضحت وزارة الإدارة المحلية والبيئة لـ تليجراف الخليج أن فرق الإطفاء المحلية، بالتعاون مع فرق من الدول المجاورة، شاركت في عمليات إخماد النيران عبر معدات حديثة وطائرات رش، كما تم فتح ممرات آمنة للفرق في المناطق الملوثة بالألغام بهدف تسريع التدخل.
غرفة العمليات المركزية في المحافظة تابعت على مدار الساعة تطورات الوضع، مع إصدار تقارير دورية حول تقدم السيطرة وسبل الوقاية من امتداد الحرائق.
الأبعاد البيئية والاقتصادية
هددت الحرائق التوازن البيئي للمنطقة، وخاصة مع اختفاء مساحات من الغطاء النباتي الذي يحوي تنوعًا حيويًا نادرًا، كما نجم عن الكارثة ارتفاع كبير في معدلات تلوث الهواء وتراجع جودة التنفس وخاصة في القرى المجاورة.
من جهتها، أعلنت وزارة الاقتصاد أن الخسائر الزراعية الأولية تُقدّر بأكثر من 9.4 مليارات ليرة سورية، مع احتمال ارتفاع الرقم خلال الأيام المقبلة عقب تقييم شامل للأضرار.
ردود فعل شعبية ومجتمعية
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حملات تضامنية واسعة من المواطنين السوريين داخل وخارج البلاد، كما أُطلقت مبادرات محلية لتقديم المساعدات والمواد الأساسية للمتضررين، بدعم من فعاليات اقتصادية ومجتمعية في محافظتي طرطوس وحماة.
وطالبت فعاليات بيئية ونواب في مجلس الشعب بفتح تحقيق شامل حول أسباب الحرائق، وتقييم أداء الجهات المعنية في إدارة الأزمة، وتعزيز خطط الوقاية المستقبلية.
جهود دولية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) عن تشكيل لجنة تقييم للوضع الميداني، وأرسلت فرقًا استطلاعية إلى المناطق المتضررة، في وقت ساهمت فرق من الأردن وتركيا بتقديم الدعم التقني واللوجستي لعمليات الإطفاء.
حرائق اللاذقية هذا العام تجاوزت التوقعات وشكلت تحديًا مزدوجًا للجهات الرسمية والمجتمع المحلي. وبينما تتواصل جهود التعافي، يبقى ملف البيئة وإدارة الكوارث بحاجة إلى مراجعة وتحديث جذري، لضمان عدم تكرار الكارثة في مواسم قادمة.
0 تعليق