الحرب التي تتكلّم بالفارسية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الحرب التي تتكلّم بالفارسية - تليجراف الخليج اليوم الخميس 17 يوليو 2025 11:03 مساءً

ليست مفاجأة أن تُضبط شحنة سلاح إيرانية في طريقها إلى الحوثيين.
المفاجأة فقط أن أحدًا ما لا يزال يظن أن الحوثي هو من يدير الحرب… أو أنه يقاتل لحسابه.

الشحنة كانت ضخمة، نعم، لكنها لم تكن أخطر ما وصل.
الخطر الحقيقي كان في الكتيّبات: كلّها بالفارسية.
وهذا لا يعني فقط أن السلاح إيراني،
بل إن المُشغّل إيراني، والمُدرّب إيراني، وربما صاحب القرار أيضًا… إيراني.

الحرب في اليمن فقدت جنسيتها، حتى اللغة تغيّرت.
لم تعد تُدار من صنعاء، ولا من صعدة.
تُدار من مكتب في طهران، بصوت رخيم، وتعليمات صارمة،
وكثير من الضحايا الذين لا يفهمون اللغة… ولا السبب.

الكل يتحدّث عن “حرب بالوكالة”،
لكن لا أحد يخبرك من هو الوكيل، ومن هو المُوكِّل،
ومن الذي يسلّم التعليمات، ويصدر الأوامر، ويضغط أزرار الطائرات المسيّرة.

اليمن صار مختبرًا للأسلحة الإيرانية،
وأبناؤه فئران تجربة.
يُجرَّب فيهم الصاروخ، ويُقاس بهم أثر الرسالة.

لكنّ اليمن، مهما أثقلوه بالجراح، لم ينكسر.
وفي مقابل كل سلاح فارسي مُهرَّب، وقف فارس يمني شريف،
يحمل تراب بلاده في قلبه قبل أن يحمله على كتفه.
هؤلاء ليسوا مجرد مقاتلين…
بل أحفاد من انتصروا في المعارك قبل أن ينشدوا الزوامل.
هم الذين لا يحتاجون إلى كتيّب بلغة غريبة،
لأنهم يقرأون النصر بلغتهم، ويكتبونه بدمهم.

لا يملكون غرف عمليات في طهران،
لكنهم يملكون بوصلة واحدة:
أن اليمن لا يُحكم بغير أهله.
وإن طال الليل، فهم فرسانه…
يضيئون عتمته بنيران العزّة، لا بنيران الحقد المستورد.

وأنت تسألني: من بدأ؟
أقول لك: من بقي؟.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق