ما قصّة هُروب الشرع من دمشق؟ .. وأين وزير دفاعه؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما قصّة هُروب الشرع من دمشق؟ .. وأين وزير دفاعه؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 19 يوليو 2025 01:11 مساءً

تليجراف الخليج - في كُل واقعةٍ دموية تتصدّر الواجهة في سورية الجديدة، يظهر أن الجبهة الداخلية على صعيد ثباتها ومناعتها، قابلة للتأثّر بالشائعات، القادرة على خلق بلبلة واسعة، من شائعة عودة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري السابق، وصولًا لأنباء تعرّض أحمد الشرع لمُحاولات اغتيال، وانتهاءً بالبلبلة التي وقعت في العاصمة السورية دمشق، على هامش أحداث السويداء، واستمرار الاشتباكات بين عشائر البدو، وفصائل مسلحة درزية تُدافع عن الدروز.

الشائعة الأبرز التي تصدّرت في الساعات 24 ساعة الماضية، ما نقلته القناة 14 العبرية عن هروب أحمد الشرع من دمشق مع عائلته، إلى جانب اغتيال 3 مسؤولين كبار في سلطة دمشق الجديدة، وصولاً إلى عملية اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون في العاصمة من قبل قوة عسكرية مجهولة، وهي شائعات لم تتأكّد صحّتها.

بذات التوقيت كانت الشائعات تضرب السويداء، ويجري الحديث عن سيطرة عشائر البدو على السويداء، الأمر الذي دفع بنشطاء دروز لتوثيق سيطرة الدروز على المحافظة من أمام مبنى المحافظة.

ومع غياب النفي الرسمي السوري لهذه الشائعات، والعمل على مُواجهتها عبر الأقنية الرسمية، والتي بدأت مع خبر إغلاق ساحة الأمويين أمام السيارات، سارعت أصوات إعلامية محسوبة على الشرع من ذات الساحة، لنفي هذه الشائعات، والتأكيد على تواجد الشرع في دمشق، وعدم هروبه.

وحذّرت الأصوات الإعلامية المقربة من الشرع، إلى عدم تداول هذه الإشاعات، التي تهدف إلى إثارة الفوضى، والبلبلة في الشارع السوري، لكن هذه التطمينات الإعلامية بقيت رائجة وسط الشكوك على المنصات السورية، وسط مطالبات بظهور الشرع، ووزير دفاعه مرهف أبو قصرة، وغيرهم من شخصيات جرى الحديث عن اغتيالهم.

وسأل مُعلّقون عن أسباب غياب وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عن واجهة المشهد، حيث انتظر السوريون خروجه بالصوت والصورة، كونه المسؤول عن الجيش الذي انسحب من السويداء على وقع الضربات الإسرائيلية، ومن غير المسموح له العودة (الجيش)، وإلا سيتكرّر مشهد قصف وزارة الدفاع السورية المطلة على ساحة الأمويين.

وظهر الرئيس السوري الانتقالي مرّةً واحدة بعد أحداث السويداء، والقصف الإسرائيلي خلال خطاب حاول فيه تبيان وجهة نظر حكومته بأحداث السويداء، والقصف الإسرائيلي الذي أجبره بنهاية الأمر على الانسحاب من السويداء.

ومع تجدّد الاشتباكات في السويداء، تعزّزت عند بعض السوريين حالة عدم اليقين بالدولة الجديدة، وبدأ معها طرح التساؤلات حول قدرتها على ضبط الأوضاع، وحماية السوريين على اختلاف انتماءاتهم، وطوائفهم، خاصة أن الشكوك تحوم حول دعم قوات الشرع لعشائر البدو، ضد الدروز، الأمر الذي دفع "إسرائيل" للتدخّل بشمّاعة حماية الدروز، ووسط مخاوف شعبية من اتّساع رقعة التوتّر الأمني.

وأعلنت عشائر بدوية في محافظة السويداء “النفير العام” وامتناعها عن تناول القهوة، بعد الأخبار عن عمليّات قتل بحق العائلات البدوية في المنطقة على يد مسلّحين دروز.

والامتناع عن شُرب القهوة في الأعراف البدوية يعني أن الأمور خرجت عن إطار الودّ، ودخلت في طور الخصومة العلنية، بل والمواجهة أحياناً.

ونقلت هيئة البث العبرية عن مصادر أمنية، قولها إن "إسرائيل" تمنح الرئيس السوري الانتقالي مهلة محددة للسيطرة على الوضع في السويداء، وستتدخّل إذا دخلت قوات النظام السوري القرى الدرزية للقتال إلى جانب العشائر.

وأظهرت مقاطع فيديو عناصر أجنبية غير عربية تُقاتل تحت عنوان “العشائر” وقعوا في قبضة أهالي السويداء، كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى إقدام عناصر من الأمن الداخلي السوري على دهن سيارات تابعة للداخلية بألوان بنية للتمويه.

وفيما كان إعلاميو النظام الجديد في سورية، ينفون هروب الشرع، ويؤكدون على استقرار الأوضاع، حضر تحذير وزارة الخارجية الأميركية من السفر إلى سوريا “بسبب المخاطر والنزاع المسلح والعنف”، ودعت المواطنين الأميركيين الراغبين بمغادرة سوريا عبور الحدود البرية إلى الأردن.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية الانتقالية تجهيز قوات الأمن للدخول إلى السويداء (جنوبي البلاد) بعد تجدّد الاشتباكات بين أطراف بدوية ودرزية في أعقاب انسحابها من المحافظة تنفيذًا لاتفاق ينص على ذلك، لكن هذا الدخول المُفترض لقوات أمن الشرع، يبدو أنه سيتم بموافقة إسرائيلية، حيث أفادت إذاع جيش الاحتلال الإسرائيلي نقلًا عن مصدر سياسي مطلع بأن "إسرائيل" ستسمح بدخول “محدود” لقوات الأمن السورية إلى محافظة السويداء خلال الـ48 ساعة المقبلة، على خلفية الاشتباكات في المنطقة، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول مدى تمتّع النظام السوري الجديد باستقلال قراره، واحترام سيادته، حيث يأخذ الإذن للدخول إلى محافظة سورية من دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ومن غير المعلوم، كيف ستتصرّف الدول العربية الداعمة للشرع على وقع هذه الفتنة الطائفية، وما يمكن أن يترتّب عليها من انفلات أمني في سورية، حيث تلقّى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي اتصالًا هاتفيًّا، الخميس، من الشرع، واكتفى الأمير بن سلمان بالتنويه بالجهود التي يبذلها الشرع لاستمرار سوريا في مسارها الصحيح الذي يكفل المحافظة على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وتعزيز وحدتها الوطنية وتكاتف جميع أطياف الشعب السوري الشقيق وتلاحمه وعدم السماح لأي بوادر فتنة تهدف إلى زعزعة أمنه واستقراره.

كما أكد بن سلمان على ضرورة دعم المجتمع الدولي للحكومة السورية في مواجهة هذه التحديات ومنع أي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي السوري تحت أي مبرر.

ولا تخرج تركيا هي الأخرى عن سياق الدعم الكلامي، أمام مشهد سوري معقد، حيث أوضحت الرئاسة التركية أن الرئيس أردوغان أكد -خلال الاتصال مع الشرع- أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا غير مقبولة، وأن “العدوان الإسرائيلي يشكّل تهديدا للمنطقة بأكملها”.

ونُقل عن مصادر بوزارة الدفاع التركية القول إن تركيا مستعدة لدعم قدرات سوريا الدفاعية “إذا طُلب ذلك”.

يحبس السوريون بكُل حال أنفاسهم على وقع فتنة السويداء، وما يُمكن أن يترتّب عليها، ثمّة عُقلاء يرفعون شعار دم السوري على السوري حرام، وقد وقفوا في تظاهرات يتيمة بشوارع العاصمة، وثمّة من اختاروا الاقتتال ورفعوا شعارات طائفية، ومارسوا التحريض فلمن تكون الغلبة، وهل بقاء نظام الشرع في السلطة بات مسألة وقت لا أكثر، ولماذا تُترك التوضيحات لإعلاميين مقربين من السلطة، ويُترك السوريون للإبحار وسط عاصفة في بحر الشائعات؟!

رأي اليوم


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق