إغناسيو سيمبريرو من الصحافة إلى الارتزاق السياسي في خدمة النظام الجزائري - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: إغناسيو سيمبريرو من الصحافة إلى الارتزاق السياسي في خدمة النظام الجزائري - تليجراف الخليج اليوم السبت 19 يوليو 2025 02:05 مساءً

بينما يعزز المغرب حضوره الإقليمي والدولي بشرعية سياسية واستقرار مؤسساتي، يظهر في الضفة الأخرى من المتوسط من اختاروا أن يحوّلوا أقلامهم إلى أدوات في خدمة أجندات معادية، حيث أصبح بعض "الصحافيين الأوروبيين" مجرد واجهات لخطاب موجه، وقضية الصحافي الإسباني إغناسيو سيمبريرو مثال صارخ على هذا الانحدار.

سيمبريرو لم يعد يكتب كصحافي مستقل، بل ينسج نصوصه وفق منطق الدعاية، ففي مقاله الأخير، الذي نُشر على منصة رقمية محدودة ثم أُعيد نشره حرفيًا تقريبًا في وسيلة إعلام جزائرية رسمية، لم يخف تحيزه الفج، حيث يستخدم لغة البوليساريو، ويصف المغرب بالدولة التوسعية، ويتجاهل عمدًا الإطار القانوني والتاريخي لملف الصحراء، في تكرار ميكانيكي لرواية الجنرالات الجزائريين.

هذا التطابق في المضامين، وتوقيت النشر، وتناسق العبارات بين المنصتين، يضعنا أمام سيناريو يتجاوز الانحياز الشخصي ليبلغ مستوى "الوظيفة الإعلامية" لصالح جهة معينة، ولا يمكن تفسير هذا التحول فقط بالرغبة في "التحليل الصحافي"، بل هو انخراط في حملة ممنهجة، حيث تحوّل سيمبريرو إلى أداة تكميلية في ماكينة دعائية لا تختلف في جوهرها عن إعلام الأنظمة الأحادية في زمن الحرب الباردة.

المفارقة الأخلاقية صارخة، فكيف لمن يدّعي الدفاع عن حرية الصحافة أن يلجأ إلى منصات تمارس الرقابة الممنهجة في بلد يُعرف بسجله الدموي في قمع الصحافيين؟ وكيف لمن يتحدث عن "تضييق مغربي" أن يحتضن إعلامًا تابعًا لنظام عسكري لا يعترف أصلًا بحرية التعبير؟

الأدهى أن سيمبريرو لا يكتفي بمقال عابر، بل يعيش هوسًا بكل ما يتعلق بالمغرب، ينشر، يعيد، يعلّق، يهاجم، حتى في غياب أي حدث فعلي، فلم يعد يراقب عن بُعد، بل صار مشتبكًا بشكل مرضي، يتغذى على حملات التهييج، ويتبنى خطابات معادية للمغرب، لا فرق فيها بين موقع انفصالي أو حساب مخابراتي.

السياق الذي يتحرك فيه هذا "المرتزق الإعلامي" ليس سياقًا صحافيًا حرًا، بل مرحلة هجومية جزائرية شاملة على كل ما يمثّل المغرب، دبلوماسيًا، إعلاميًا، وحتى إنسانيًا، وهكذا، يصبح سيمبريرو جزءًا من بنية هجومية منظمة، تحاول إعطاء صبغة "أوروبية مستقلة" لمضمون تحريضي لا صلة له بالمهنية.

لكن ما يجهله، أو يتجاهله، هو أن المغرب اليوم ليس دولة تبحث عن تبرير مواقفها، بل قوة إقليمية تصنع سياستها بثقة، وبدعم متصاعد من شركائها الدوليين، فمقالات سيمبريرو المأجورة لا تهز هذا المسار، ولا تغيّر من وعي الرأي العام المغربي، الذي بات يفرّق جيدًا بين النقد المشروع والارتزاق الإعلامي.

إن ما يحدث مع سيمبريرو ليس مجرد "سقوط أخلاقي" لشخص، بل هو انكشاف وظيفة، ومن يختار أن يكون أداة، سرعان ما تنتهي صلاحيته في نظر من شغّله، وما يظنه مكسبًا لحظيًا، سيكون خسارة دائمة في سجل المصداقية المهنية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق