متابعات – تليجراف الخليج

شهدت ولاية الخرطوم اليوم السبت 19 يوليو 2025، زيادة جديدة في أسعار الوقود، في خطوة فاجأت المواطنين وزادت من حدة الضغوط الاقتصادية، حيث بلغ سعر جالون البنزين 14,355 جنيهًا سودانيًا، بزيادة قدرها ألف جنيه للجالون الواحد مقارنةً بالسعر السابق.

ارتفاع سعر اللتر بعد تطبيق تسعيرة جديدة

وأظهرت جولة ميدانية في محطات الوقود تطبيق التسعيرة الجديدة على الفور، حيث ارتفع سعر لتر البنزين إلى 3,190 جنيهًا، بدلاً من 2,975 جنيهًا للتر، فيما طالت الزيادة أيضًا أسعار الجازولين بنفس معدل الارتفاع تقريبًا.

وزارة الطاقة تبرر: آليات السوق هي المتحكم الوحيد

وفي تعليق على هذه الزيادة، أوضح مصدر مسؤول بوزارة الطاقة أن الأسعار الجديدة جاءت نتيجة آليات السوق الحر، موضحًا أن وزارتي الطاقة والمالية لم تعودا تتدخلان في تحديد أسعار الوقود، والتي أصبحت تخضع بشكل كامل لقانون العرض والطلب، والتغيرات العالمية في أسعار النفط وسعر صرف الدولار، بحسب “الترا سودان”

وأضاف المصدر أن البنزين والجازولين أصبحا سلعتين تجاريتين، ولم تعُد هناك أي سيطرة حكومية مباشرة على تسعيرهما، مما يعني أن الأسعار مرشحة للارتفاع أو الانخفاض تبعًا لتقلبات السوق العالمية والمحلية.

محطات الوقود تُطبق الزيادات دون تفسير للمواطنين

من جانبه، قال محمد الشيخ، أحد مسؤولي محطة النيل بشارع الوادي، في حديثه ، إن إدارات المحطات تلقت توجيهات صباح اليوم بتطبيق التسعيرة الجديدة دون تقديم تبرير واضح، مشيرًا إلى أن الزيادة بلغت ألف جنيه للجالون، وشملت كل أنواع الوقود.

ارتفاع سعر الدولار الجمركي يزيد الضغوط

وتأتي هذه الزيادة المتزامنة في أسعار الوقود بعد يومين فقط من إعلان هيئة الجمارك السودانية عن رفع سعر الدولار الجمركي إلى 2,400 جنيه للدولار الواحد، في إجراء أثار جدلًا واسعًا بالشارع السوداني، وأدى إلى زيادات تلقائية في أسعار السلع المستوردة، بما في ذلك مدخلات الوقود.

وكان سعر الدولار في البنوك قد قفز مؤخرًا إلى نحو 2,800 جنيه، في ظل الانهيار المتواصل للجنيه السوداني، الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين، وأدى إلى موجات غلاء متتابعة تشمل الغذاء والنقل والدواء والطاقة.

مخاوف من موجة غلاء جديدة تضرب السوق

ويحذر خبراء اقتصاديون من أن الزيادة الجديدة في أسعار الوقود ستُشعل موجة جديدة من التضخم، خاصة في قطاعي النقل والسلع الأساسية، حيث سترتفع كلفة الترحيل، وبالتالي سترتفع أسعار السلع في الأسواق، ما قد يؤدي إلى تدهور إضافي في القدرة الشرائية للمواطنين الذين يعيشون أصلًا تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة.

أزمة وقود متكررة وسط غياب الدعم الحكومي

وتشهد الخرطوم والولايات المجاورة منذ أشهر أزمة متكررة في الوقود، حيث يضطر المواطنون للانتظار لساعات طويلة أمام المحطات، وسط نقص في الإمداد وغياب سياسات الدعم أو الرقابة، فيما تشير تقارير إلى انتشار تهريب الوقود إلى خارج السودان بسبب الفارق الكبير بين الأسعار المحلية والعالمية.