نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لا تتوقعه .. وزارة التعليم تدرج لأول مرة... - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 11:28 صباحاً
أطلقت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية منهجاً دراسياً جديداً يركز على الذكاء الاصطناعي، ليبدأ تطبيقه في المدارس السعودية بجميع المراحل التعليمية اعتباراً من العام الدراسي 2025-2026. وتعد هذه الخطوة غير مسبوقة، وتهدف إلى تأهيل الطلاب والطالبات بمهارات رقمية متقدمة تتماشى مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، والتحول نحو اقتصاد معرفي يضع الابتكار في صميم منظومته.
منهج الذكاء الاصطناعي.. أداة استراتيجية لبناء مستقبل رقمي
يُعد منهج الذكاء الاصطناعي السعودي جزءاً من رؤية شاملة لتحديث التعليم وجعله محركاً رئيسياً للتنمية الوطنية. وقد تم تصميمه ليغطي مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل البرمجة، التفكير التحليلي، معالجة البيانات، وحل المشكلات المعقدة. ويركز المنهج بشكل خاص على تعليم الطلاب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، بما في ذلك فهم الخوارزميات، التعامل مع البيانات الضخمة، وبرمجيات التعلم الآلي.
كما يهدف المنهج إلى تحويل الطالب من متلقٍ سلبي للمعرفة إلى صانع محتوى رقمي ومطور حلول تقنية، مع التشديد على الجانب الأخلاقي عند التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الحياة الواقعية.
تطبيق تدريجي يبدأ من الابتدائية ويصل إلى المرحلة الثانوية
صُمم المنهج الجديد بطريقة تراعي القدرات المعرفية والعمرية المختلفة للطلاب، حيث يبدأ من المرحلة الابتدائية بمفاهيم مبسطة للذكاء الاصطناعي، ثم يتوسع تدريجيًا ليشمل التطبيقات العملية والمشروعات التفاعلية في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
وسيشهد الطلاب ورش عمل، تحديات برمجية، ومشاريع جماعية تحاكي بيئة العمل المستقبلية وتغرس روح الابتكار والاستقلالية في اتخاذ القرار.
يتميز البرنامج أيضًا بدمج الذكاء الاصطناعي في المواد الدراسية الأخرى مثل الرياضيات، العلوم، والدراسات الاجتماعية، ما يساعد على تعميق الفهم النظري وتطبيقه بشكل عملي في سياقات متعددة.
نظام تقييم مبتكر يركز على الإبداع والتفكير التحليلي
بعيدًا عن الطرق التقليدية في التقييم، يعتمد المنهج الجديد على نظام حديث يُقيّم الطالب بناءً على التفكير الإبداعي، القدرة على ابتكار حلول واقعية، وتنفيذ المشاريع التقنية، وليس فقط الحفظ والاسترجاع النظري.
وسيُجرى تحديث دوري لمحتوى المنهج بالتعاون مع جهات محلية ودولية، لضمان مواكبة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي عالمياً.
تكامل مؤسسي لإنجاح البرنامج.. شراكة بين التعليم والتقنية
ساهمت جهات حكومية رفيعة المستوى في إعداد وتطوير هذا المنهج الوطني؛ فقد تولت وزارة التعليم مسؤولية التنفيذ والإشراف العام، فيما أسهم المركز الوطني لتطوير المناهج في إعداد المحتوى العلمي وفق المعايير الدولية.
وقدمت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات البنية التحتية الرقمية، بينما قامت هيئة الذكاء الاصطناعي "سدايا" بتوفير الدعم الفني وضمان التوافق مع الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي.
هذه الشراكة متعددة الأطراف تُمثل نموذجا ناجحاً للعمل المؤسسي الذي يدعم بناء جيل رقمي وطني قادر على المنافسة عالمياً في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي.
السعودية تمهد الطريق لتكون مركزًا إقليميًا لصناعة الذكاء الاصطناعي
مع إطلاق منهج الذكاء الاصطناعي في المدارس، تُرسّخ المملكة موقعها كمركز إقليمي في قطاع التقنية والابتكار، وتسعى لتخريج كوادر وطنية متميزة قادرة على قيادة القطاعات الاقتصادية الجديدة، مثل الأمن السيبراني، تحليل البيانات، برمجة الروبوتات، والتقنيات المتقدمة.
ويُعد هذا المنهج استثمارًا طويل الأمد في العقول السعودية، ويضع التعليم في قلب مسيرة التحول الوطني، ليكون بمثابة نقطة انطلاق نحو اقتصاد رقمي مستدام ومتنوع.
0 تعليق