هولوكوست غزة... حين يعيد التاريخ نفسه بشكل أعوج - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هولوكوست غزة... حين يعيد التاريخ نفسه بشكل أعوج - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو 2025 03:49 مساءً

 

في سطور التاريخ الطويل، لا توجد جريمة أكثر توثيقًا وتأثيرًا من "الهولوكوست"، التي راح ضحيتها الملايين من اليهود على يد النازية خلال الحرب العالمية الثانية. لقد تعلّم العالم الدرس القاسي، ورفعت البشرية شعارًا أخلاقيًا خالدًا: "لن يتكرر هذا أبدًا." لكن... هل حقًا لم يتكرر؟

اليوم، وفي القرن الحادي والعشرين، تقف غزة المحاصرة كشاهد صارخ على أن التاريخ، حين يُنسى، يُعيد نفسه... لكن بشكل أكثر انحرافًا.

إنها ليست مبالغة، ولا محاولة لاستثارة العواطف، بل حقيقة واقعية موثقة: ما يجري في غزة منذ أكتوبر 2023، ولا يزال مستمرًا في 2025، ليس مجرد حرب، بل محرقة إنسانية جديدة.

المفارقة الأخلاقية المرعبة تكمن في أن الذين عانوا من المحرقة في الأمس، هم اليوم من يفرضون الحصار والتجويع والدمار الشامل على شعب أعزل.

أحفاد الناجين من أفران الغاز، أصبحوا اليوم من يمنعون الخبز والماء والدواء عن أطفال غزة.

كيف لمن عرف طعم الجوع والخوف خلف الأسلاك، أن يكرر التجربة، ولكن باسم "الدفاع عن النفس"؟

أكثر من 2 مليون إنسان محاصرون، يعانون من نقص شديد في الغذاء، المياه، والكهرباء.

مئات الآلاف من الأطفال باتوا على حافة المجاعة. المدارس دمرت، المستشفيات انهارت، والمساعدات تُمنع.

لكن الأخطر من كل هذا: الصمت العالمي.

صمت الحكومات، صمت المؤسسات، وصمت الضمائر. العالم الذي بنى متاحف ونُصُبًا تذكارية للهولوكوست، لا يجد ما يقدمه لغزة سوى بيانات "قلق" و"دعوات لضبط النفس".

أليست هذه هي ذات المعايير المزدوجة التي تجعل من دم بعض الشعوب أثمن من غيرها؟

ما يحدث في غزة هو هولوكوست جديد، إنها إبادة ناعمة، لا تُبثّ بالأبيض والأسود، بل بالألوان. ويتابعها الملايين... وكأنها مسلسل طويل في نشرة الأخبار.

أين الضمير العالمي؟ أين من أقسموا ألا يُعاد إنتاج الفاشية؟ كيف تحول الضحايا إلى جلادين؟ وكيف تواطأ العالم بالصمت؟

غزة لا تطلب الشفقة، ولا الصدقات.

غزة تطلب فقط ما وعدت به الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية: أن لا يُجَوّع شعبٌ أمام مرأى العالم. أن لا تُستخدم سياسة العقاب الجماعي بحق المدنيين.

أن لا يتحول "الأمن" إلى مبرر للإبادة.

غزة اليوم تموت جوعًا. وغدًا، حين يُكتَب هذا في كتب التاريخ، سيتساءل الجيل القادم: أين كنّا؟ هل كنا ممن صمتوا؟

أم ممن تكلّموا... ولو بكلمة؟

إن التاريخ لا يرحم،

لكن الضمير الحيّ... لا ينسى.

 

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق