جيولوجي لـ "اليوم": المملكة قادرة على صدارة العالم في المعادن المستقبلية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جيولوجي لـ "اليوم": المملكة قادرة على صدارة العالم في المعادن المستقبلية - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025 05:21 مساءً

"الجيولوجيا كتاب مفتوح... ومختبرها الحقيقي هو الحقل” بهذه العبارة اختصر الدكتور مصطفى محمد حريري، الأكاديمي والمختص في علوم الأرض، فلسفة مسيرته العلمية والمهنية التي امتدت على مدى أكثر من ثلاثة عقود في خدمة قطاع الجيولوجيا والمعرفة، مؤكداً أن الأرض لا تزال تكشف أسرارها لمن يسعى لاكتشافها بعين الباحث وعقل العالم.
والدكتور حريري أستاذ جامعي متقاعد من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عمل بها لمدة 27 عامًا تقلّد خلالها عدة مناصب أكاديمية وإدارية.
وبعد تقاعده واصل "حريري" العطاء الأكاديمي كأستاذ غير متفرغ مع جامعة الملك عبد العزيز، ويعمل حالياً كمستشار للأعمال في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
خلال مشاركته في اجتماعات المجلس الاستشاري العلمي للهيئة، عبّر الدكتور حريري عن تفاؤله بالدور الذي يمكن أن يؤديه المجلس في دعم وتوجيه البحوث الجيولوجية والاعمال الاستكشافية والمهام الجيولوجية للهيئة.

المملكة تُعد من أغنى دول العالم في التنوع الجيولوجي


وقال: "أنا كنت من ضمن الفريق الذي عمل على مقترح إنشاء المجلس العلمي، واستفدت من تجربتي السابقة في جامعة الملك فهد التي كانت من أولى الجامعات السعودية في تأسيس مجلس استشاري علمي، وسيقدم المجلس اقتراحات استراتيجية لدعم التوجهات العلمية للهيئة، وتطوير أعمالها البحثية والتنموية”.
وأضاف أن هذه المجالس تُمثّل صوت الخبرة الأكاديمية والعملية، وتساهم في رسم خارطة طريق للهيئات العلمية، بما يتناسب مع متطلبات المستقبل وتوجهات الدولة.


وعن تطور علوم الأرض في المملكة، يشير الدكتور حريري إلى قفزة نوعية شهدها القطاع، مدفوعة بثورة التقنية. يقول: "علوم الأرض هي من العلوم المتجددة والمتطورة بطبيعتها، ومع دخول أدوات مثل النمذجة ثلاثية الأبعاد، وتحليل الصور الجوية، والرادارات، والطائرات بدون طيار، أصبحت أدوات البحث والاستكشاف أكثر دقة وفعالية”.


التنوع الجيولوجي


وأكد "حريري" أن التكنولوجيا اليوم أصبحت جزءاً لا يتجزأ من عمليات التنقيب والدراسات الجيولوجية، خصوصاً أن التقدم الرقمي ساعد في بناء قواعد بيانات ضخمة لتحليل طبقات الأرض ورسم خرائط للثروات المعدنية بدقة عالية.
وعن خصوصية الجيولوجيا في المملكة، يؤكد الدكتور حريري أن المملكة تُعد من أغنى دول العالم في التنوع الجيولوجي، حيث تضم تشكيلة نادرة من الصخور والتكوينات الأرضية التي تُعد مرجعًا لطلبة الجيولوجيا والباحثين من مختلف الدول.
وأوضح: "لدينا في الغرب الدرع العربي المليء بالثروات المعدنية والصخور النارية والمتحولة، وفي الشرق نجد ترسبات النفط والغاز. هذا التباين يجعل من المملكة كتابًا جيولوجيًا مفتوحًا، ويُعد من أبرز أسباب تفردها على مستوى العالم".
ويُشير إلى أن جيولوجية المملكة تُعد أيضًا موردًا تعليمياً، حيث كانت ولا تزال مقصدًا لطلبة الجامعات من دول الخليج للتدريب الميداني، بسبب ظهور الصخور على السطح بشكل واضح، وهو ما لا يتوافر في دول أخرى.


معادن المستقبل في المملكة


وفي ضوء التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة والتقنيات الحديثة، يرى الدكتور حريري أن مستقبل الجيولوجيا في المملكة سيُركّز على استكشاف المعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم والمعادن النادرة.
وقال: "كان التركيز في السابق على الذهب والنحاس، لكن اليوم هناك توجه واضح نحو معادن المستقبل التي تدخل في صناعة البطاريات والإلكترونيات المتقدمة، وهذه رؤية ذكية تواكب احتياجات الاقتصاد العالمي"
وشدد "حريري" على أن المملكة قادرة على أن تكون لاعباً أساسياً في هذا السوق، بفضل الإمكانيات الطبيعية والدعم الحكومي والاستثمار في البحث العلمي.
واختتم الدكتور مصطفى محمد حريري حديثه بتأكيده أن الأرض لا تكشف أسرارها لمن يمر فوقها مرور الكرام، بل لمن يقرأها جيدًا، ويفهم لغتها، ويصبر علىش دراستها، سائلاً الله أن يستمر هذا العطاء للأجيال القادمة، وأن تبقى المملكة رائدة في هذا المجال تحت ظل قيادتها الرشيدة.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق