الرئيس البرازيلي: ما يحدث في غزة إبادة جماعية وعلى إسرائيل أن تتوقف عن لعب دور الضحية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الرئيس البرازيلي: ما يحدث في غزة إبادة جماعية وعلى إسرائيل أن تتوقف عن لعب دور الضحية - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو 2025 06:00 مساءً

في موقف سياسي صريح وجريء، اتهم الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، مشددًا على أن ما يجري هناك "ليس حربًا"، بل عمليات قتل ممنهجة تستهدف المدنيين، وبشكل خاص النساء والأطفال.

جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي دوري عقده الرئيس دا سيلفا، أمس الإثنين في العاصمة برازيليا، لتقييم أداء حكومته. وقال خلاله بلهجة حازمة: "ما يحدث في غزة ليس حربًا، بل جيش يقتل النساء والأطفال".

وأكد الرئيس البرازيلي أن هذا الواقع المأساوي لم يعد خافيًا على أحد، موضحًا أن "كل أصحاب الضمير في العالم يدركون ذلك، بمن فيهم بعض أبناء الشعب الإسرائيلي". وأضاف: "لا بد أنكم قرأتم رسالة وزير إسرائيلي سابق، أو رئيس وزراء سابق، ينتقد ما يجري ويقول إن هذا لم يعد حربًا، بل إبادة جماعية".

وتابع مشيرًا إلى موقف رافض من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نفسها: "رأيتم كذلك رسالة من ألف عسكري يقولون إن ما يجري لم يعد حربًا، بل إبادة جماعية".

وفي لهجة مستنكرة للوحشية التي يتعرض لها المدنيون في القطاع، قال لولا: "لا يمكنك، بذريعة البحث عن شخص معين، أن تقتل النساء والأطفال، وأن تترك الأطفال جائعين. لا أدري إن كنتم شاهدتم المشهد الذي ظهر فيه طفلان كانا يحملان دقيقًا ليأكلا، فتم قتلهما".

وذكّر لولا بالخلفية التاريخية لمعاناة اليهود، داعيًا حكومة الاحتلال إلى الترفع عن هذا السلوك الوحشي، وقال: "هذا بالضبط هو سبب أنه، بالنظر إلى ما عاناه الشعب اليهودي تاريخيًا، كان ينبغي على حكومة (إسرائيل) أن تتحلى بالحكمة والإنسانية في تعاملها مع الشعب الفلسطيني".

وأضاف مشيرًا إلى سياسة الاحتلال العنصرية تجاه الفلسطينيين: "لكنهم يتصرفون كما لو أن الفلسطينيين مواطنون من الدرجة الثانية. لقد قلنا هذا منذ وقت طويل. البرازيل كانت أول دولة في أمريكا الجنوبية تعترف بدولة فلسطين، وقد جددنا هذا الموقف دومًا".

وفي سياق الحديث عن الحل السياسي، شدد لولا على أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاعتراف الكامل بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، مؤكدًا: "لن يكون هناك سلام إلا عندما نعي أن للفلسطينيين حقًا في دولتهم، على أرض معترف بها، بموجب اتفاق عام 1967".

كما وجّه انتقادًا مباشرًا لسياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا عدم التزامها بالاتفاقيات الدولية، وقال: "الحكومة الإسرائيلية لا تريد تنفيذ الاتفاق، وترسل كل يوم قوات لمهاجمة الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، لمهاجمة المزارعين الفلسطينيين".

وأنهى لولا تصريحاته في المؤتمر برسالة حاسمة إلى حكومة الاحتلال، مفندًا ادعاءاتها المتكررة: "ثم يقولون إننا نمارس معاداة السامية؟ كفى هذا التباكي، كفى لعب دور الضحية. ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية بكل وضوح".

ولم يكتف الرئيس البرازيلي بموقفه في المؤتمر الصحفي، بل جدد تأكيده على هذه التصريحات خلال مقابلة مع شبكة (CNN(الأميركية، حيث صعّد من لهجته تجاه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قائلاً: "ما يحدث في غزة؟ نتنياهو لا يُظهر أي احترام لأي أحد. لا يحترم الأمم المتحدة، ولا يحترم الولايات المتحدة، لا يحترم أي شيء أو أي طرف".

واتهم لولا نتنياهو بتعمد التصعيد للبقاء في الحكم، قائلاً: "نتنياهو الآن مهووس بالبقاء في السلطة، ولكي يستمر في الحكم، يحتاج إلى الذهاب إلى الحرب، وأن يقتل الكثير من الأطفال".

وفي نبرة مؤلمة، تساءل الرئيس البرازيلي: "هل هذا هو العالم الذي نريده؟ هل هذا هو العالم الذي نطمح له؟".

كما وجه انتقادات لاذعة لمجلس الأمن الدولي، متسائلًا عن غياب دوره في وقف المأساة المستمرة: "الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وفرنسا، وإنجلترا، كلها أعضاء دائمون في مجلس الأمن. أين هم الآن؟ ماذا يفعلون؟ مجلس الأمن لا يفعل شيئًا، لا يستمع لأحد ولا يتحدث مع أحد".

وأضاف: "كل يوم أقرأ في الأخبار أن هناك من يطالب بوقف إطلاق النار، وفي اليوم التالي يقتل نتنياهو المزيد من النساء والأطفال. والآن يقتل أطفالًا كانوا فقط يبحثون عن الطعام، لا السلاح".

وفي ختام تصريحاته، دعا لولا إلى إصلاح جذري في نظام الحوكمة الدولية، قائلاً: "أين الحوكمة العالمية التي يجب أن تتدخل؟ نحن بحاجة إلى حوكمة عالمية تُدار من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. جميعها تمتلك أسلحة نووية، وكلها متورطة في حروب، ومع ذلك لا تحل شيئًا".

واختتم بالقول: "نحن نفتقر إلى قيادة عالمية قادرة على إيقاف هذه المجازر. العالم بحاجة إلى إصلاح جذري في آليات اتخاذ القرار، لأن النظام الحالي فشل في وقف الحروب ووقف قتل الأبرياء".

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، منتصف تموز/يوليو الجاري، أن بلاده ستنضم كطرف ثالث إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جريمة "الإبادة الجماعية" بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال فييرا، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام برازيلية، إن "البرازيل تعمل حاليًا على استكمال الإجراءات اللازمة للانضمام إلى القضية، وسيتم الإعلان الرسمي عن ذلك قريبًا".

وأشار إلى أن بلاده حاولت، خلال الأشهر الماضية، الدفع نحو تسوية سلمية ووقف لإطلاق النار، إلا أن تطورات الحرب الأخيرة دفعت الحكومة البرازيلية إلى اتخاذ موقف قانوني واضح، يتماشى مع التصريحات السياسية الصادرة عن أعلى مستويات القيادة في البلاد.

وتأتي هذه المواقف السياسية والقانونية في ظل عدوان إسرائيلي متواصل على قطاع غزةمنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط تنديد حقوقي دولي واسع، وصمت فعلي من المجتمع الدولي حيال الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها "إسرائيل" بحق المدنيين الفلسطينيين.

وترتكب دولة الاحتلال، وبدعم أميركي مباشر، إبادة جماعية في قطاع غزة تتجسد في القتل والتجويع والتدمير والتهجير، في تحدٍّ صارخ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة الكثيرين، بينهم أطفال، فضلًا عن دمار واسع طال مختلف مناحي الحياة في القطاع.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق