متابعات- تليجراف الخليج

تشهد أروقة المليشيا المتمردة توترًا غير مسبوق، عقب تفجّر خلافات حادة بين أبناء المسيرية وقوات الرزيقات، على خلفية الخسائر الفادحة والتهميش الذي يعانيه أبناء المسيرية في محاور القتال، لاسيما محور أم صميمة الذي شهد مؤخرًا نكسات متتالية للمتمردين.

مصادر ميدانية كشفت عن اجتماع سري عُقد بمدينة الفولة، ضم أبرز قادة التمرد في محاور غرب السودان، أبرزهم: ماكن الصادق، حسين برشم، والتاج فولجنق، وذلك لمناقشة التطورات الأخيرة وسقوط عشرات القتلى من المقاتلين في المعارك الدائرة.

أجواء متوترة وانفجار الغضب المسيري

شهد الاجتماع أجواءً محتقنة، حيث انفجر غضب أبناء المسيرية المشاركين في صفوف المليشيا، الذين عبّروا عن استيائهم من الطريقة التي يُزجّ بهم بها في الخطوط الأمامية دون غطاء أو دعم كافٍ، ما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح، حسب تعبيرهم.

وأكدت مصادر مطلعة أن قادة من المسيرية هدّدوا بالانسحاب الكامل من صفوف المليشيا، متهمين قيادة التمرد، التي يهيمن عليها الرزيقات، بـ”الاستغلال الممنهج والتضحية بأبناء المسيرية”، وسط تجاهل تام لمطالبهم وغياب الدعم اللوجستي والميداني.

تآكل الثقة وشرخ في التحالف

التطورات الأخيرة تكشف عن تصدّع واضح داخل صفوف المليشيا المتمردة، التي كانت تعتمد في تحالفاتها الهشّة على وحدة فصائل وقبائل مختلفة تحت قيادة موحدة، لكن يبدو أن الخسائر الميدانية والضعف الاستراتيجي أديا إلى بروز انقسامات قبلية حادة.

الاجتماع الذي عُقد في الفولة لم يسفر عن حلول حاسمة، بل زاد من حدة الاستقطاب داخل المليشيا، في ظل إصرار أبناء المسيرية على ضرورة إعادة النظر في التحالفات العسكرية وتوزيع المهام، مع تحميل الرزيقات مسؤولية الفشل في معارك أم صميمة.

فشل ذريع في محور أم صميمة

محور أم صميمة تحوّل إلى نقطة سوداء في سجل التمرد، بعد أن تلقّت قواتهم هزائم ساحقة على يد الجيش السوداني والقوات الحليفة، ما أدى إلى انسحاب عشوائي للعشرات من المقاتلين، وفقدان السيطرة على عدد من المواقع، ما عمّق الخلافات الداخلية.

وفي ظل هذا المشهد، يرى مراقبون أن ما يحدث داخل المليشيا المتمردة هو بداية مرحلة الانهيار الداخلي، إذ أن تفكك التحالفات القبلية واحتدام الاتهامات المتبادلة بين قادتها، سيقود بالضرورة إلى تفكيك بنيتها التنظيمية وانحسار وجودها ميدانيًا.

إتبعنا