متابعات – تليجراف الخليج

أكد رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، أن حكومة الأمل تتطلع إلى مزيد من العطاء من المقاومة الشعبية، خصوصًا في مجالات الإسناد المدني وتطبيع الحياة العامة، مشيدًا بدورها البارز في دعم الجيش وتحقيق إنجازات نوعية في جبهات القتال، لاسيما تحرير ولايات الوسط، وعلى رأسها الخرطوم والجزيرة.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعه، مساء أمس، مع وفد من اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز التنسيق المشترك ومواصلة دعم جهود الدولة في تثبيت الأمن وتهيئة البيئة اللازمة لعودة المواطنين إلى العاصمة السودانية واستعادة مظاهر الحياة الطبيعية.

اللجنة القومية للمقاومة.. ركيزة دعم مدني للمجهود العسكري

تمثل اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية أحد أبرز الأجسام المدنية التي أُسست لدعم القوات المسلحة، وهي تضم طيفًا واسعًا من الناشطين، والمهنيين، وأبناء الأحياء، وشرائح مجتمعية ساهمت في تنظيم المبادرات الميدانية ومساعدة النازحين وتقديم الدعم اللوجستي في مناطق النزاع.

وخلال اللقاء، أشاد كامل إدريس بقدرة هذه المقاومة على المرونة والتنظيم والانضباط الوطني، واصفًا إياها بأنها “روح الشعب السوداني المتجذّرة في العزة والكرامة”، مؤكدًا أن الحكومة تسعى إلى تطوير شراكات أكثر ديناميكية معها خلال المرحلة المقبلة.

الخرطوم والجزيرة.. معارك التحرير ومشاريع التعافي

شهدت ولايتا الخرطوم والجزيرة مواجهات دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، قبل أن تعلن القوات المسلحة، بدعم من المقاومة الشعبية، عن تحرير أجزاء واسعة من الخرطوم ووسط البلاد، في تحول استراتيجي كبير على مستوى الميدان.

وقد لعبت المقاومة الشعبية، من خلال شبكاتها المجتمعية، دورًا محوريًا في كشف مواقع العدو، وإسناد العمليات اللوجستية، ونقل المعلومات العسكرية، إلى جانب جهودها في تنظيف الشوارع، وإعادة التيار الكهربائي، ومساعدة الأسر المتضررة.

حكومة الأمل تراهن على تلاحم الشعب

في هذا السياق، أكد إدريس أن حكومة الأمل تراهن على تلاحم السودانيين بكل أطيافهم، وليس فقط على القوة العسكرية، معتبرًا أن النصر على التمرد “يبدأ من الوعي الشعبي، وينتهي بعودة الدولة إلى حضن الشعب”.

وأشار إلى أن تهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى منازلهم في العاصمة، تعتبر أولوية إنسانية وأمنية، داعيًا إلى تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمعية لضمان أمن العائدين وتوفير الخدمات الأساسية لهم، مثل المياه، والكهرباء، والدواء.

اللجنة القومية: مستعدون للمرحلة المقبلة

من جانبهم، أكد أعضاء اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية التزامهم بالعمل تحت راية الدولة السودانية، ومواصلة أداء المهام الوطنية الموكلة إليهم، سواء على صعيد الدفاع المدني أو المبادرات الخدمية والإنسانية.

وأوضح الوفد أن المرحلة الحالية تتطلب مزيدًا من التنسيق الرسمي مع مؤسسات الدولة، خاصة في ملف العودة الطوعية، وتوفير الممرات الآمنة، وتنظيم قوافل الدعم، مؤكدين أن الشعب السوداني قادر على تخطي المحنة بفضل عزيمته وتماسكه المجتمعي.