كشف الخبير التقني فهمي الباحث عن تفاصيل تقنية دقيقة لأجهزة تجسس إسرائيلية كانت ضمن شحنة أسلحة إيرانية تم اعتراضها وهي في طريقها إلى ميليشيا الحوثي، مشيرًا إلى أن الأجهزة المضبوطة تشمل معدات متقدمة من إنتاج شركة Cellebrite الإسرائيلية، المتخصصة في تقنيات التحليل الجنائي الرقمي واستخراج البيانات من الأجهزة المحمولة.

وفي منشور له عقب المؤتمر الصحفي للمقاومة الوطنية، رصده "ألمشهد اليمني" أوضح الباحث أن من أبرز الأجهزة التي تم ضبطها هو جهاز يُعرف باسم Turbo Link، وهو أداة توصيل (Hardware Adapter) تُستخدم ضمن مجموعة أدوات شركة Cellebrite، وتحديدًا في عمليات تحليل وفك تشفير بيانات الهواتف المغلقة.

وأشار فهمي الباحث إلى أن وظيفة الجهاز الأساسية هي تسهيل فك تشفير الحزم البرمجية المشفّرة التي يتم تحميلها من خوادم الشركة، ومن ثم تمكين أدوات أخرى تابعة للشركة من استغلال ثغرات الجهاز المستهدف وسحب البيانات منه.

وأكد أن نظام Turbo Link يعمل بالتكامل مع نظام UFED لاستخلاص المعلومات من الأجهزة المحمولة، حيث يتم أولًا تحديد نوع الجهاز وإصدار نظامه، ثم يتم تفعيل هجمات إلكترونية متقدمة لفتح قفله وسحب البيانات، دون الحاجة إلى مهارات تقنية عالية.

وأضاف الباحث أن هذه الأجهزة تُستخدم غالبًا من قبل كيانات لا تملك خبرات تقنية عميقة، لكنها قادرة باستخدام هذه الأدوات على تجاوز أنظمة الحماية واستخلاص معلومات حساسة من أجهزة أندرويد وآيفون على حد سواء.

وأوضح أن منظمة العفو الدولية كانت قد وثّقت في ديسمبر 2024 وفبراير 2025، استخدام السلطات الصربية لأجهزة Turbo Link بشكل غير قانوني لاختراق هواتف نشطاء، وهو ما دفع شركة Cellebrite في بيان بتاريخ 25 فبراير 2025 إلى الإعلان عن تعليق استخدام منتجاتها من قبل "العملاء المعنيين" في صربيا، عقب الانتقادات الحقوقية الواسعة.

وأمس الخميس، كشفت قوات المقاومة الوطنية أنها ضبطت أجهزة تجسس متطورة مصنوعة في إسرائيل، ضمن شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية، مرتبطة بميليشيا الحوثي، والتي تم ضبطها في 27 يونيو 2025، وكشفت عن تقنيات مراقبة متقدمة من إنتاج شركة سيلبرايت الإسرائيلية المتخصصة في استخبارات البيانات واستخلاص المعلومات الرقمية.