نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزونا من أجل البقاء.. وتخاذلنا بعد الهدى - تليجراف الخليج اليوم الجمعة الموافق 25 يوليو 2025 07:27 مساءً
قبائل ما قبل الإسلام أرحم من أمة تقاعست بعده
في زمن غابر كانت القبائل العربية قبل الإسلام تعيش على حافة الجوع تتقاسم الصحراء الجافة والماء الشحيح وكان الغزو آنذاك ضرورة لا خيارا فعلا من أجل البقاء لا من أجل البطش تخرج القبيلة بسيوفها ورجالها لتغزو قبيلة أخرى لا لأنهم أشرار بل لأن الماشية جف ضرعها والطعام نفد من البيوت والبطون تقرقر جوعا
كان الصراع فطريا تغذيه الحاجة وتبرره قسوة الطبيعة كان الغزو جزءا من معادلة الحياة ومنطق القوة هو الحكم الوحيد لا قانون يحمي الضعيف ولا ميثاق إنساني يردع المعتدي بل سيف وسرج وغنيمة تسد الرمق
ثم جاء الإسلام وغير هذا المفهوم الجاف للغزو علم الناس أن القتال لا يكون من أجل غنيمة بل من أجل عدل وأن الجهاد لا يخاض لملء البطون بل لحماية المظلوم وإعلاء كلمة الحق ودفع الطغيان عن الأبرياء تحول السيف من أداة نهب إلى راية للحرية والكرامة
لكن يا للخذلان
اليوم وبعد أن انتشر الإسلام وتحولت تلك القبائل إلى دول وجيوش ومؤسسات يذبح أهل غزة على الهواء ويحاصرون جوعا وعطشا يباد أطفالهم تحت الأنقاض ولا من مجيب
أين ذهبت نخوة الجاهلية أين روح الجهاد التي زرعها الإسلام
أين أولئك الذين كانوا يغزون من أجل لقمة وقد أصبحوا اليوم في وفرة لكنهم صامتون أمام الجوع والظلم في فلسطين
أين العدل حين كانت الصحراء تلد فرسانا يثورون من أجل لقمة واليوم يلد الذهب رجالا لا يغضبون لله ولا للدم المسفوك
أي مفارقة نعيش
أكان الغزو من أجل البقاء أكثر شرفا من صمت المتخمين بعد الإسلام
أكان الجاهليون على قسوتهم أشد نخوة من المتحضرين اليوم
وهل يعذر من غزا جوعا ويلام من جبن شبعا
أين العدل
بل أين من وعدوا أن الجهاد ذروة سنام الإسلام
غزة اليوم لا تسأل عن طعام بل عن ضمير
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق