«أنا لاعب متكامل، وبنيتي الجسدية تساعدني. عندما يراني الناس، يقولون في أنفسهم: ليس قويًا بما يكفي، ومع ذلك، لا يستطيعون مجاراتي»، بهذه الكلمات وصف الفرنسي هوجو إيكيتيكي، مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي الأول لكرة القدم الجديد، نفسه، قبل الصفقة التي باتت ثاني أغلى تعاقد في تاريخ «الريدز» بعد الألماني فلوريان فيرتز.
يتفاءل الفرنسيون دائمًا بثنائية الأب ذي الأصول الكاميرونية والأم الفرنسية، التي أنجبت أفضل نجوم اللعبة على غرار مارسي دوسايي، القائد التاريخي، وكيليان مبابي، النجم الحالي، وربما سيكون إيكيتيكي أحد نجوم المستقبل القريب، لما يملكه من موهبة استثنائية، أبهرت جميع عمالقة الصف الأول في القارة العجوز.
في 20 يونيو من العام 2002، وبينما كان الشارع الفرنسي يعيش صدمة الخروج المرير من الدور الأول في مونديال كوريا واليابان، أنجب الكاميروني عامل البناء ميكايل، وزوجته الفرنسية روزا، ابنهما البكر هوجو، الذي أبصر النور في مدينة ريمس، التي تلقب بمدينة الملوك.
انضم الطفل الصغير إلى أكاديمية الشباب في نادي ريمس بسن مبكرة.
برز المهاجم طوال فترة تدريبه، حيث ظهر للمرة الأولى في سن الـ 17 مع الفريق الرديف بدوري الدرجة الثانية الفرنسي، نهاية عام 2019.
وبعد بضعة أشهر، انضم إلى الفريق الأول للتدريب، قبل توقف الموسم، بسبب جائحة كوفيدـ19.
في صيف عام 2020، وقّع هوجو أول عقد احترافي له، واستمر في دوري الدرجة الرابعة.
في يناير 2021، أُعير إكيتيكي إلى نادي فايلي بي كي الدنماركي، على أمل اكتساب الخبرة في الدفاعات القوية.
وعاد إلى ستاد ريمس لموسم 2021ـ2022، وأصبح المهاجم الأكثر فعالية للفريق في الدوري الفرنسي.
في يوليو 2022، انضم إلى باريس سان جيرمان على سبيل الإعارة مع خيار الشراء، وسجل أول هدف له ضد أوكسير في نوفمبر، وظهر في دوري أبطال أوروبا ضد بنفيكا، وفاز بلقب الدوري الفرنسي.
وفي يونيو 2023، أصبحت صفقته دائمة مقابل 28.5 مليون يورو، لكنه لعب مباراة واحدة فقط في الدوري.
وفي فبراير 2024، أُعير إلى آينتراخت فرانكفورت، وسجل أول هدف له ضد أوجسبورج في أبريل، وأُكملت الصفقة بشكل دائم مقابل 16.5 مليون يورو حتى 2029.
وفي موسم 2024ـ2025، سجل 15 هدفًا في 33 مباراة بالدوري الألماني، وأسهم في تأهل الفريق إلى الدوري الأوروبي.
شهد يوليو الماضي التحول الأكبر في تاريخ الفتى بعد انتقاله إلى ليفربول مقابل 80 مليون يورو مع إضافات تصل إلى 11.5 مليون يورو، ووقّع عقدًا حتى 2031.
يصف أحد الكشافين، الذين أشرفوا على تدريب الفتى النحيل موهبته بقوله: «يتمتع بثقة في النفس عالية لا يضاهيها شيء بجانب بنية جسدية شديدة المرونة تسمح له بالركض بسرعة، والثبات في المواجهات الثنائية. ويتمتع بقدرة على التحمل، وخبرة تقنية، وفهم جيد جدًا للعبة، وهو قادر على إحراز تقدم في جميع المجالات، وربما سيكون الأفضل في العالم خلال أعوام قليلة».
على الصعيد الدولي، اختار برنارد ديوميد إيكيتيكي للانضمام إلى المنتخب الفرنسي تحت 20 عامًا لخوض مباريات تجريبية نهاية عام 2021.
وفي صيف عام 2022، فاز ببطولة تولون مع الديكة تحت 20 عامًا، وحقق هوجو إيكيتيكي وزملاؤه البطولة بفوزهم على فنزويلا في النهائي 2ـ1.
تسبب تجاهل ديديه ديشامب، مدرب المنتخب الفرنسي الأول لكرة القدم، في إحباط الفتى الموهوب، الذي تغازله بلاد والده الأصلية، وتقدم له عروضًا كان آخرها من الأسطورة الكاميرونية صامويل إيتو، الذي دائمًا ما يحاول تكرار دعواته للشاب الموهوب، الذي شعر بالحسرة بعد عدم مشاركته في بطولة اليورو، ما جعله يفكر جديًا في قبول عرض إيتو.
يقول ابن الـ 23 عامًا عن موضوع اختيار منتخبه المستقبلي: «بالنسبة لي، الكاميرون أفضل فريق في إفريقيا، وفرنسا أفضل فريق في أوروبا، أريد اللعب حيث تُتاح لي الفرصة لإثبات قدراتي.. حظيتُ بشرف لقاء الأسطورة صامويل إيتو، الذي عرض علي فرصة اللعب للكاميرون، أفكر في الأمر مليًا، وسأتخذ قراري في أقرب وقت ممكن».
لن يسامح الفرنسيون ديشامب في حال قرر الفتى الموهوب ارتداء القميص الأسود غير المروضة، وهو الذي أخفق في التتويج بالمونديال الأخير أمام ميسي ورفاقه.