محذّرًا من سيناريوهات أخطر .. الدكتور "كرين" ينتقد تعامل المغرب مع الهجمات السيبرانية - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: محذّرًا من سيناريوهات أخطر .. الدكتور "كرين" ينتقد تعامل المغرب مع الهجمات السيبرانية - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 11:48 مساءً

بينما يزداد العالم ترابطاً عبر الشبكات الرقمية، تبرز جبهة جديدة من الحروب لا تُسمع فيها أصوات المدافع، ولا تُرى فيها آثار الدمار بالعين المجرّدة، لكنها لا تقل خطورة عن الحروب التقليدية. إنها الحرب السيبرانية التي باتت تهدد أمن الدول وسيادتها من داخل مراكز بياناتها وخوادمها الإلكترونية.

ومع توالي الهجمات السيبرانية التي تستهدف مواقع ومؤسسات مغربية، كان آخرها موقع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، يتصاعد القلق بشأن جاهزية البلاد لمواجهة هذا النوع من التهديدات الحديثة. فلم يعد الهجوم الرقمي مجرد عبث إلكتروني أو قرصنة عابرة، بل أصبح أحد أبرز أدوات الصراع الجيوسياسي المعاصر.

في هذا السياق، عبّر الدكتور مصطفى كرين، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية آسيا الشرق، عن قلقه الشديد من طريقة التعاطي مع هذه الهجمات، مشبِّهاً إياها بـ"حادثة سير طرقية روتينية"، بدل التعامل معها كـ"هجوم حيوي يطال البلاد والعباد".

وأشار الدكتور كرين، عبر تدوينة نشرها على حسابه الشخصي في فيسبوك، إلى أن ما نشهده اليوم هو الحرب المعاصرة الحقيقية، والتي قد تكون أخطر حتى من الحروب التقليدية التي تُستخدم فيها حاملات الطائرات والأسلحة الثقيلة.

واستشهد الدكتور كرين بمثال درامي لشرح حجم التهديد، داعياً إلى مشاهدة الموسم الثاني من المسلسل السياسي البريطاني "COBRA"، وتحديداً الحلقة السادسة، حيث يجد رئيس الوزراء البريطاني نفسه وحكومته في مواجهة حالة شلل شامل نتيجة هجوم سيبراني يستهدف البنية التحتية الحيوية للدولة.

هذه المقارنة، وإن بدت مستمدة من عمل تلفزيوني، تعكس – بحسب كرين – واقعاً مريراً يؤكد أن الاختراق الرقمي لم يعد سيناريو خيالياً، وهو ما دفعه إلى دق ناقوس الخطر تحسباً لتهديدات مماثلة قد تطال مستقبلاً قطاعات حساسة أخرى، من قبيل القطاع البنكي، أو البورصة، أو أنظمة الاتصالات، أو المطارات والموانئ... حيث تساءل قائلاً: من يضمن حينها استمرار الحياة اليومية دون انهيار أو فوضى؟

إن تنبيهات الدكتور كرين تفتح الباب على مصراعيه لطرح تساؤلات مُحرجة وملحّة حول مدى فعالية الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في مواجهة هذه التهديدات الخارجية، حيث تبرز الحاجة الماسّة إلى منظومة يقظة رقمية قادرة على الاستباق، لا مجرد رد الفعل، إلى جانب ضرورة انخراط المؤسسات الحيوية في تأمين بنياتها الرقمية.