كيف تمكّنت إيران من اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كيف تمكّنت إيران من اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 02:07 صباحاً

في تصعيد هو الأشد منذ عقود، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ ومئات الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، في ردّ مباشر على الهجمات الجوية الإسرائيلية التي خلّفت أكثر من 240 قتيلاً في إيران، بينهم نساء وأطفال، وفق مصادر رسمية إيرانية.

ورغم امتلاك إسرائيل منظومات دفاعية متطورة مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، فإن حجم الهجوم وكثافته أسفرا عن اختراقات مؤلمة للدفاعات الجوية، إذ سقطت صواريخ إيرانية على مناطق سكنية في وسط إسرائيل، وتسببت في مقتل 24 شخصًا على الأقل، وإصابة المئات، كما أجبرت آلاف السكان على الاحتماء في الملاجئ.

وأكدت طهران أن الهجوم استهدف مقري الاستخبارات العسكرية والتخطيط العملياتي لجهاز الموساد في تل أبيب، فيما أشارت تقارير عبرية إلى إصابات مباشرة في بعض المنشآت الأمنية رغم تقليص حجم الخسائر بفعل الدفاعات الجوية.

وكانت إسرائيل قد نفّذت فجر الجمعة سلسلة غارات عنيفة على عدة مواقع داخل إيران، شملت منشآت عسكرية وأحياء سكنية، وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا، في هجوم وصف بأنه من أعنف الضربات التي تتعرض لها إيران من الخارج منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية.

هذه التطورات وضعت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحت مجهر التساؤل، خاصة مع فشلها في اعتراض بعض الصواريخ الباليستية، ما يثير شكوكًا حول قدرة إسرائيل على مواجهة هجمات متزامنة ومنسقة بهذا الحجم، في ظل تحوّل المسيّرات والصواريخ الدقيقة إلى أدوات حاسمة في الحرب.

ورغم عدم صدور تأكيد رسمي بشأن الكيفية الدقيقة التي مكّنت الصواريخ الإيرانية من اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، فإن خبراء عسكريين يطرحون عدة احتمالات تقنية وتكتيكية تُفسّر هذا الاختراق:

1. استنزاف منظومات الدفاع بالصواريخ الكثيفة

إيران قد تكون اعتمدت على تكتيك الإغراق الكثيف عبر إطلاق مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ دفعة واحدة، بهدف استنزاف مخزون إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية وإرباك غرف العمليات. هذه الكثافة النارية تفوق قدرة الأنظمة مثل "القبة الحديدية" و**"مقلاع داوود"** على التعامل المتزامن، مما يُتيح للصواريخ اللاحقة الوصول إلى أهدافها بسهولة أكبر.

2. الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic)

من بين أبرز الأسلحة الإيرانية التي قد تكون دخلت الخدمة فعلاً صاروخ "فتّاح-2"، وهو صاروخ فرط صوتي قادر على المناورة بسرعة تفوق 5 ماخ (أي أكثر من 6000 كم/س). هذه السرعة العالية والمناورات المعقدة تُربك الرادارات وتُقلل من زمن الاستجابة، مما يجعل اعتراضه شبه مستحيل بالأنظمة التقليدية.

3. الصواريخ المجنحة ذات المسار المنخفض

الصواريخ مثل "هويزة" تطير على ارتفاع منخفض وتغير مسارها بشكل غير متوقع، ما يُصعّب رصدها بالرادارات الأرضية ويُحد من قدرة الدفاعات الجوية على اعتراضها، خاصة في المناطق المأهولة أو المعقدة طوبوغرافيًا.

4. استخدام الطُعم والخداع الإلكتروني

قد تكون إيران استخدمت تقنيات الإرباك والخداع الإلكتروني، عبر إطلاق أهداف وهمية وطائرات مسيّرة غير مسلحة تُحاكي توقيع الصواريخ الحقيقية على الرادارات، مما يدفع أنظمة الدفاع الإسرائيلية إلى استهلاك الذخائر الاعتراضية في اعتراض أهداف غير حقيقية.

5. التشويش على الرادارات والأنظمة الإلكترونية

تشير بعض التقارير إلى أن بعض الصواريخ الإيرانية مزوّدة بتقنيات تشويش إلكتروني (Jamming) تضعف قدرة الرادارات الإسرائيلية على تعقّبها، أو تُضلّل أنظمة التوجيه الخاصة بالصواريخ الاعتراضية.

يُذكر أن إسرائيل كانت قد تفاخرت في السنوات الأخيرة بتفوّقها التقني في الدفاع الجوي، لكن هذا الهجوم الإيراني واسع النطاق شكّل اختبارًا غير مسبوق لتلك المنظومات، وفتح الباب أمام مخاوف إقليمية من انزلاق شامل نحو الحرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق