نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: صحة الفم مرآة للقلب: كيف تؤثر أمراض اللثة على صحة القلب والأوعية الدموية؟ - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 11:20 مساءً
رغم أن الكثيرين ينظرون إلى العناية بالأسنان كجزء تجميلي من الروتين الصحي، تكشف دراسات حديثة أن الفم قد يكون مؤشراً مباشراً لصحة القلب، وأن إهمال نظافته قد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمراض القلب والشرايين.
في قلب هذه العلاقة تقف أمراض اللثة، وبخاصة التهاب دواعم السن، وهو شكل متقدم من التهابات اللثة ينشأ عن تراكم البلاك بسبب ضعف نظافة الفم. وعندما تتهيج أنسجة اللثة وتبدأ في الانحسار، تُتاح الفرصة لبكتيريا الفم للانتقال إلى مجرى الدم، ما يرفع بشكل كبير خطر الإصابة بأمراض القلب.
وقد أظهرت دراسة أن المصابين بالتهاب دواعم السن معرضون للإصابة بمرض الشريان التاجي بمعدل الضعف مقارنةً بالأشخاص الذين يتمتعون بلثة صحية. كما تشير أدلة أخرى إلى ما يُعرف بتأثير "الجرعة والاستجابة"؛ فكلما كانت حدة مرض اللثة أكبر، زاد احتمال الإصابة بأمراض القلب.
الالتهاب المزمن الناتج عن أمراض اللثة لا يُعد فقط عرضاً جانبياً، بل يُمكن أن يُحفّز أمراض القلب، وهو ما يجعل العناية بصحة الفم ركيزة أساسية في الوقاية القلبية، لا مجرد إجراء تجميلي.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن البكتيريا الفموية، وخاصة العقدية الخضراء، قد تُسبب التهاب الشغاف المعدي (IE)، وهو مرض خطير يصيب بطانة القلب أو صماماته، خصوصاً عند وجود تلف قلبي سابق.
ولحسن الحظ، يمكن تقليل هذه المخاطر باتباع عادات يومية بسيطة كتنظيف الأسنان مرتين يومياً، واستخدام خيط الأسنان، وإجراء زيارات منتظمة لطبيب الأسنان. وتزداد أهمية هذه العادات لدى من يعانون من عوامل خطر إضافية مثل التدخين، السكري، نظام غذائي غير صحي، أو الإفراط في شرب الكحول، والتي تضعف جميعها مناعة الفم وتُسرّع الضرر الوعائي.
في النهاية، يُظهر العلم اليوم بوضوح أن الطريق إلى قلب سليم قد يبدأ من فم نظيف.