نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مشروع ألونسو مع «الملكي».. استنساخ ليفركوزن ونهاية جيل - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 12 مايو 2025 01:39 صباحاً
في سانتياغو برنابيو، لا تبدأ صفحة جديدة دون أن تُغلق صفحة قديمة، ومع اقتراب موعد وداع لوكا مودريتش، أحد أعظم من مرّوا بتاريخ خط الوسط الملكي، يبدو أن ريال مدريد يقف على مفترق طرق، بين نهاية حقبة جيل صنع المجد، واستقبال مشروع المدرب الشاب تشابي ألونسو، القادم من النجاح الأوروبي مع باير ليفركوزن الألماني.
وكان ألونسو أعلن رحيله عن باير ليفركوزن رسمياً، والوجهة باتت معروفة للجميع، حتى وإن لم يُعلن عنها بعد «ريال مدريد»، ليخلف المخضرم كارلو أنشيلوتي، لكن وصول ألونسو إلى برنابيو، لا يعني فقط تغيير مدرب، بل تغيير هوية.
لحظة رمزية
لم يعد لوكا مودريتش، 38 عاماً، عنصراً أساسياً في حسابات الريال هذا الموسم، مشاركاته باتت محدودة، وموسمه الحالي قد يكون الأخير، في السابق، كان رحيل لاعب بهذا الثقل، يُعتبر حدثاً ضخماً داخل النادي، اليوم، يبدو أن القرار اتُخذ بهدوء.. وربما هذا الهدوء، هو أول ملامح «ثورة ألونسو»، فالمدرب الإسباني سيبدأ مشروعه من منطقة الوسط، حيث لم يعد أحد يملك مكاناً مضموناً، حتى وإن كان بثقل لوكا مودريتش، فالأولوية لم تعد للتاريخ، بل للسرعة، للانضباط، ولمن يستطيع تنفيذ فلسفة طريقة اللعب 3 - 4 - 3.
يبدو أن بيلينغهام سيكون نقطة الانطلاق في مشروع ألونسو، واللاعب الذي ستدور حوله منظومة ريال مدريد الجديدة، لاعب متعدد الأدوار، مقاتل، وذكي تكتيكياً، كما يُتوقع أن يلعب فيديريكو فالفيردي دوراً أكثر وضوحاً، سواء في عمق الوسط أو كجناح أيمن حر، أما إبراهيم دياز، فمستقبله ما زال معلقاً، رغم امتلاكه لمهارات فنية عالية، لم ينجح في فرض نفسه خلال الموسم الحالي، تحت قيادة أنشيلوتي، حيث تراجع دوره بشكل واضح، خاصة في المباريات الكبرى، ليصبح خارج التشكيلة الأساسية في كثير من المناسبات.
أردا غولر، ونيكو باز، الذي يقترب من العودة إلى ريال مدريد، بعد تألقه مع كومو الإيطالي، وربما مارتن زوبيميندي لاعب ريال سوسيداد، الذي يضعه ألونسو على رأس أولوياته في سوق الانتقالات الصيفية، جميعهم مرشحون ليكونوا ضمن أدوات ألونسو الجديدة، في مشروع يُشبه ما بناه في ليفركوزن، ولكن بنكهة ملكية.
نسخة ليفركوزن
لم يكن نجاح تشابي ألونسو مع ليفركوزن وليد أفكار هجومية فقط، بل جاء نتيجة إعادة تعريفه لمفهوم التوازن التكتيكي، ففي قاموس ألونسو، لا تُعد طريقة 3 - 4 - 3 مجرد خطة على الورق، بل منظومة ديناميكية متكاملة، قلب الدفاع يشارك في البناء الهجومي، الظهير يتحول إلى صانع لعب، ولاعب الوسط يتحول إلى هدّاف. اعتماد هذا الأسلوب في ريال مدريد، سيقود إلى تغييرات واضحة في أدوار بعض النجوم، إذ سيتعيّن على فينيسيوس التكيّف مع دور محدد داخل إطار جماعي أكثر صرامة، بينما قد يُطلب من رودريغو الالتزام بأدوار تكتيكية دقيقة، بعيداً عن المساحات الحرة التي اعتاد عليها.. أما ترينت ألكسندر أرنولد، القادم من ليفربول، فسيكون له دور محوري كظهير هجومي بلمسة أوروبية حديثة.. وهنا يتجلى الفارق الجوهري بين المدرستين، أنشيلوتي كان يمنح الأولوية للأسماء، بينما ألونسو يبني كل شيء على أساس الانضباط التكتيكي.
معالم التحول
الصفقات المرتقبة لريال مدريد في سوق الانتقالات الصيفية، مثل زوبيميندي لاعب ريال سوسيداد، ودين هويسين مدافع بورنموث الشاب، وفلوريان فيرتز نجم ليفركوزن، تعكس أن ملامح المشروع الجديد بدأت تتشكل، حتى قبل وصول تشابي ألونسو نفسه.
ويسعى فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، إلى بناء نسخة هجينة، تجمع بين قوة الفريق الملكي وهيبة أسلوبه، وروح ليفركوزن التكتيكية، التي ظهرت تحت قيادة ألونسو، ولتنفيذ هذه المعادلة، يبدو ألونسو الخيار الأمثل، نجم سابق ارتدى القميص الأبيض، ولعب بروح المقاتل، ومدرب شاب يحمل رؤية تكتيكية دقيقة، تُدار بعقلية المُبرمج.
نهاية حقبة جيل لوكا مودريتش، قد يدفع البعض للاعتقاد بأن فصلاً من التاريخ يُطوى، وأن الزمن الجميل بلغ نهايته، لكن ريال مدريد، بطبيعته، لا يعرف التوقف عند لحظة، بل يجيد إعادة تشكيل نفسه من جديد.. ومع تشابي ألونسو، تبدو أن البداية المرتقبة مختلفة تماماً عمّا سبق، جديدة في الشكل، وجريئة في المضمون.