في يوم التروية.. اكتمال توافد أكثر من 1.5... - تليجراف الخليج

توافد حجاج بيت الله الحرام، اليوم الأربعاء الموافق 8 ذو الحجة 1446هـ (4 يونيو 2025)، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، مكثرين من التلبية والتكبير والتسبيح، استعدادًا للصعود إلى عرفات غدًا الخميس لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد وصل إلى مشعر منى نحو 64% من الحجاج، فيما اختار 36% منهم التوجه مباشرة إلى صعيد عرفة لأداء الوقفة الكبرى، قبل العودة إلى منى بعد النفرة من عرفات والمبيت في مزدلفة لقضاء أيام التشريق: 10 و11 و12 و13 ذو الحجة، ورمي الجمرات الثلاث: جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، باستثناء من تعجّل.

منى.. بين القدسية والتنظيم
يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، ويبعد نحو 7 كيلومترات عن المسجد الحرام، وهو وادٍ تحيط به الجبال، يُعرف بتاريخه المقدّس واحتضانه لأيام الحج المهمة.

ويؤدي الحجاج صلواتهم الخمس في منى مع قصر صلوات الظهر والعصر والعشاء دون جمع، ويقضون ليلتهم هناك في أجواء روحانية يغمرها الدعاء والذكر والتأمل، مرددين تلبية الحج الخالدة: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك."

ويُقال إن يوم التروية سُمي بذلك لأن الحجاج كانوا "يرتوون" فيه قديمًا بالماء استعدادًا للوقوف بعرفة، كما يرتوون اليوم بالإيمان والتقوى ترقبًا لأداء منسك الحج الأعظم.

وسائل نقل منظمة وخطط تفويج دقيقة
وفق وسائل الإعلام السعودية، تنقل الحجاج إلى مشعر منى يتم عبر وسيلتين رئيسيتين: الحافلات الترددية، قطار المشاعر، وذلك في إطار تنظيم محكم وخطط تفويج مدروسة لضمان انسيابية حركة الحشود وسلامتهم.

أكثر من 1.5 مليون حاج من الخارج
أكدت السلطات السعودية أن عدد الحجاج القادمين من الخارج هذا العام بلغ نحو 1.5 مليون حاج، في موسم يشهد استعدادات استثنائية على مختلف المستويات الصحية والتنظيمية والتقنية.

استعدادات وقائية وبيئية لمواجهة الحرّ
وفي مواجهة درجات الحرارة المرتفعة، أعلنت وزارة الحج أن أكثر من 250 ألف موظف من مختلف الجهات يعملون لخدمة ضيوف الرحمن، ضمن تنسيق بين أكثر من 40 جهة حكومية.

وشملت الإجراءات الوقائية:

• زيادة المساحات المظللة بمقدار 50 ألف متر مربع.
• نشر آلاف من الطواقم الطبية في المشاعر.
• توفير أكثر من 400 وحدة تبريد موزعة في مناطق مختلفة.

تقنيات حديثة لضمان سلامة الحشود
في المسجد الحرام، تعمل منظومة التبريد الأكبر من نوعها في العالم، حيث يتم تنقية هواء التكييف 9 مرات يوميًا، بحسب ما أفاد التلفزيون السعودي الرسمي.

كما أقيمت ممرات مبرّدة للمشاة، من بينها مسار جديد بطول 4 كيلومترات يربط منى بجبل عرفات، لتسهيل تنقّل الحجاج في أجواء أكثر راحة وأمانًا.

وفي خطوة غير مسبوقة، استعانت السلطات بتقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة تدفّق الحشود وتحليل البيانات والصور، بما يشمل استخدام طائرات مسيّرة لالتقاط فيديوهات مباشرة، لتعزيز كفاءة الإدارة الميدانية في مكة والمشاعر المقدسة.