نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة.. مفاوضات التهدئة تراوح مكانها لكن الموت لا ينتظر - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 12:09 صباحاً
بين سندان السياسة ومطرقة النار، تبدو مباحثات وقف إطلاق النار عالقة، إذ في اللحظة التي تفاءل بها مراقبون بأن الهدنة تقترب وفقاً لمقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، سُحب الحبل من طرفيه، حماس طالبت بالتعديل، وإسرائيل رفضت، وحتى ويتكوف نفسه وصف الرد بأنه غير مقبول.
مفاوضات التهدئة ما زالت تراوح مكانها، لكن في قطاع غزة، الموت لا ينتظر، فالغارات الإسرائيلية المتواصلة والتي لا تعرف هدنة ولا استراحة، ولا زالت توقع المزيد من الضحايا، ووضعت حركة حماس أمام منعطف حرج، إذ بدا الشارع الغزّي ينتفض، وهو ينفض عنه غبار الدمار، مطالباً بحل سياسي يخترق جدار الحرب.
وحتى المقترح الذي دفع به المبعوث الأمريكي، ثمة من المراقبين من قرأ فيه اختباراً لنوايا الطرفين، فهو تضمن هدنة مرحلية، يتخللها تبادل أسرى، وانخراط تدريجي في مسار سياسي، يقود إلى تسوية شاملة، لكنه اصطدم بما يشبه كتلة خرسانية، فحركة حماس طالبت بوقف دائم لوقف إطلاق النار، وانسحاب شامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وضمانات دولية لا تكتفي فقط بوعد أمريكي، الأمر الذي رأت فيه إسرائيل عبثاً بجوهر المبادرة الأمريكية، وقابلته بالرفض المطلق، مواصلة حرب الإبادة في غزة.
وربما كان ويتكوف على علم مسبق أن ورقته الدبلوماسية لن تكتب لها الحياة، فالغريمان غير مؤهلين لتقديم تنازلات مفصلية، وعليه، فمن المرجح وفق مصادر مواكبة لهذا الحراك، أن يعود ويتكوف إلى المنطقة قريباً، في جولة تشمل الدوحة والقاهرة وتل أبيب، لردم الهوة، وبلورة هدنة مؤقتة، توافق ما بين تعديلات حماس وتصلب مواقف إسرائيل، خصوصاً وأن الإدارة الأمريكية لا زالت ترى في مبادرتها فرصة قائمة للحل.
وفق المحلل السياسي محمـد دراغمة، فقبول المقترح الأمريكي صعب، لكن رفضه أصعب، منوهاً إلى محاولات لإضافة ملحق لمقترح ويتكوف، يتضمن مسعى أمريكياً جاداً لإنهاء الحرب في غزة، لكن واشنطن لن تقدم ضمانتها إلا بعد استجابة حركة حماس لشروط المقترح، وعلى رأسها تجريد غزة من السلاح.
ولفت دراغمة إلى أن خطة ويتكوف تنجلي عن سيناريوهين اثنين، الأول: إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضمانات أمريكية توقف كل الأعمال الحربية الإسرائيلية في غزة خلال 60 يوماً، تجرى خلالها محادثات جدية حول إنهاء الحرب، وفي هذه الحالة تكتفي حركة حماس بموافقتها على المقترح دون تعديل.
في حين السيناريو الثاني، قوامه رفض ترامب مطالب حماس، وتقديم أية ضمانات، ومطالبة الحركة بالتنفيذ الفوري للاتفاق، وفي حال تمسك الحركة بإجراء تعديلات فإن المقترح سيفشل، وتواصل إسرائيل خطتها العسكرية والإغاثية، بتناغم كامل مع الإدارة الأمريكية.