نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أسبوع مضطرب للأسواق العالمية تحت ضغط التوترات الجيوسياسية - تليجراف الخليج اليوم السبت 14 يونيو 2025 11:41 مساءً
وفاء عيد، مصطفى عبدالقوي، ومحمد فرج
اتسم الأسبوع الثاني من شهر يونيو بحدة التطورات وتقاطع العوامل الجيوسياسية مع المؤشرات الاقتصادية، وهو ما كان محركاً لأسواق المال العالمية، إذ فرض التصعيد الخطير في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران واقعاً ضاغطاً على المتعاملين، ودفع بأسواق الأسهم إلى مساحات من الحذر، وسط بحث محموم عن ملاذات آمنة.
تزامن ذلك مع ترقب حثيث لنتائج المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أفرزت اتفاقاً إطارياً، وإن بقيت تأثيراته محدودة في ظل اضطراب المشهد العام.
على الجانب الاقتصادي، أظهرت البيانات الأمريكية إشارات متباينة، مع استمرار التضخم في التباطؤ الطفيف، وتحسن في ثقة المستهلكين، لكن الأسواق بدت أقل اهتماماً بهذه المؤشرات بنهاية الأسبوع، في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية والقلق من امتداد دائرة التوتر. هذا التنازع بين إشارات الانتعاش وأجواء عدم اليقين جعل من الصعب على المؤشرات الحفاظ على مكاسبها، بل إن بعضها انزلق نحو خسائر أسبوعية ملحوظة، خصوصاً في «وول ستريت» والأسواق الأوروبية.
محصلة حمراء في وول ستريت
وفي أسبوع ساخن مليء بالأحداث، سجلت مؤشرات وول ستريت محصلة حمراء، لا سيما بعد التراجعات التي مُنيت بها خلال جلسة نهاية الأسبوع في ضوء تصاعد التوترات الجيوسياسية، وارتفاع مؤشر الخوف.
بالنسبة لمؤشر داو جونز الصناعي، فقد مُني بخسائر أسبوعية بنسبة 1.32%، بعدما أنهى التعاملات عند مستوى 42,197.79 مقارنة مع 42,762.87 نقطة.
كذلك تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 0.4% لينهي تعاملات الأسبوع الثاني من شهر يونيو عند النقطة 5,976.97 مقارنة مع إغلاق الأسبوع الأول من الشهر فوق مستوى الـ 6 آلاف نقطة، وتحديداً عند 6,000.36 نقطة. كما هيمن اللون الأحمر على مؤشر «ناسداك» الذي أغلق متراجعاً عند النقطة 19,406.83 مقارنة بإغلاق الأسبوع السابق عند مستوى 19,529.95 نقطة، وبخسائر تقدر بنحو 0.63%.
وبخلاف التطورات غير المسبوقة للصراع بين إيران وإسرائيل بنهاية الأسبوع والتي فرضت مخاوف أوسع نطاقاً على الأسواق، فقد تفاعلت مؤشرات «وول ستريت» خلال الأسبوع مع عددٍ من البيانات والأحداث الرئيسة هذا الأسبوع، بما في ذلك حدث التوصل لاتفاق إطاري بين الولايات المتحدة والصين خلال المحادثات التجارية التي جمعت وفدي البلدين في لندن، وهو ما هدّأ من مخاوف الأسواق نسبياً بشأن مخاطر النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
ومن بين البيانات الرئيسة التي شهدها السوق هذا الأسبوع، صدور بيانات التضخم، والتي أظهرت تسارع التضخم الرئيس في الولايات المتحدة إلى 2.4% في مايو، على أساس سنوي، بما يتماشى مع التوقعات. فيما ارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني سلع الطاقة والغذاء المتقلبة، 2.8% للفترة عينها، وهو معدل أفضل من التوقعات. كما كشف استطلاع جامعة ميشيغان، الذي نشر الجمعة، ارتفاع ثقة المستهلكين. إذ ارتفعت قراءة استطلاع المستهلكين الذي أجرته الجامعة إلى 60.5 نقطة في يونيو، متجاوزةً التقديرات البالغة 54 نقطة، وبزيادةٍ قدرها 15.9% عن الشهر السابق.
وخلال الأسبوع، ارتفعت أسهم «تسلا» بأكثر من 10% بعدما ظهرت بوادر انفراجة في أزمة الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد قيام الأول بالاعتذار عن بعض ما صدر منه حيال ترامب، بعدما شن هجوماً عليه في وقت سابق.
بينما على الجانب الآخر، تراجعت أسهم صانعة الآيفون، شركة أبل، بأكثر من 3.5% خلال الأسبوع، وذلك بعد مؤتمر المطورين الذي لم يُلبّ طموحات المستثمرين.
وفيما تحاول الأسواق استيعاب صدمة التطورات الأخيرة، تبقى النظرة المستقبلية محكومة بعوامل خارجية يصعب التكهن بمسارها؛ فمن جهة، تحاول بعض الأطراف احتواء التصعيد، ومن جهة أخرى، يواصل المستثمرون إعادة تقييم رهاناتهم على ضوء تغير المزاج العام في الأسواق.
الأسواق الأوروبية تحت الضغط
كما خيم اللون الأحمر على أداء مؤشرات الأسهم الأوروبية خلال تعاملات الأسبوع المنتهي في 13 يونيو، في وقت فرضت فيه أجواء القلق الجيوسياسي والتجاري نفسها على معنويات المستثمرين، وسط مراقبة حثيثة لتطورات الصراع في الشرق الأوسط، إلى جانب محادثات التجارة بين واشنطن وبكين.
أغلق مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي عند مستوى 544.94 نقطة، منخفضاً بنسبة 0.68% مقارنة مع إغلاق الأسبوع الماضي عند 548.67 نقطة.
تراجع المؤشر على وقع تصاعد حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، بعدما شنت تل أبيب ضربات غير مسبوقة على الأراضي الإيرانية في وقت مبكر من صباح الجمعة، قبل أن ترد إيران في المساء، ما أجج المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية أوسع.
بدوره، خسر مؤشر داكس الألماني نسبة 3.20% بعدما أنهى تعاملات الأسبوع عند 23,516.23 نقطة، مقارنة بـ24,294.89 نقطة في الأسبوع السابق، وذلك مع تعرض المؤشر لضغوط ملحوظة في ظل حساسية الاقتصاد الألماني للتقلبات الخارجية، رغم بعض الارتياح الذي ساد الأسواق في منتصف الأسبوع مع الإعلان عن اتفاق إطاري للتجارة بين الولايات المتحدة والصين.
فيما ارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنحو 0.14% ليغلق عند 8,850.63 نقطة مقابل 8837.91 نقطة في الأسبوع السابق، في حين انخفض مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1.54% إلى 7,684.68 نقطة، نزولاً من 7,804.87 نقطة.
ورغم محاولات الأسواق الاستفادة من بوادر الانفراج في الملف التجاري الأمريكي - الصيني، فإن التطورات الجيوسياسية المتسارعة التي طرأت بنهاية الأسبوع طغت على المشهد، وفرضت حالة من الحذر بين المتعاملين، ما دفع المؤشرات الرئيسة إلى إنهاء الأسبوع في المنطقة الحمراء.
أما فيما يتعلق بالأسهم اليابانية، فقد تراجع مؤشر نيكاي في تعاملات يوم الجمعة مع إقبال المستثمرين على بيع الأصول عالية المخاطر بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، ليغلق عند 37,834.25، لكنه سجل مكسباً أسبوعياً بنسبة 1.14%..
النفط يُحلق
ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد الضربات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 74.23 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، ليسجل مكاسب أسبوعية بأكثر من 11%. كما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى 72.98 دولاراً للبرميل، لتسجل مكاسب أسبوعية بأكثر من 13%.
وفيما يخص أسعار الذهب، فقد سجلت مكاسب أسبوعية بنحو 4%، بعدما وصل سعر الذهب في التعاملات الفورية يوم الجمعة إلى 3428.10 دولاراً للأونصة، مقترباً من أعلى مستوى قياسي له عند 3.500 دولار المسجل في أبريل. كذلك ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل إلى 3452.80 دولاراً عند التسوية.