مادة ثورية تحوّل الهواتف والملابس إلى مولدات طاقة شمسية - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مادة ثورية تحوّل الهواتف والملابس إلى مولدات طاقة شمسية - تليجراف الخليج اليوم الخميس 19 يونيو 2025 01:45 مساءً

في تطور لافت بمجال الطاقة المتجددة، كشف باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية عن مادة جديدة قادرة على تحويل الأسطح اليومية، مثل الهواتف المحمولة والمركبات وحتى الملابس، إلى مصادر لتوليد الطاقة الشمسية، ما يفتح الباب أمام الاستغناء عن أجهزة الشحن التقليدية.

المادة الجديدة، المعروفة باسم البيروفسكايت، تمثل طفرة في تكنولوجيا الخلايا الشمسية، حيث تتمتع بمرونة وخفة وزن تجعلها أكثر عملية من خلايا السيليكون التقليدية، التي تُعرف بصلابتها وثقلها وصعوبة دمجها في الأجهزة المحمولة، وفقا لموقع sustainability-times.

وبحسب الباحثين، يمكن لهذه المادة الجديدة أن تولد الطاقة بكفاءة تصل إلى 27%، متفوقة بذلك على كفاءة ألواح السيليكون الحالية التي تبلغ نحو 22%.

ونجح الفريق البحثي في تصنيع خلايا شمسية من البيروفسكايت يبلغ سُمكها نحو 0.00004 إنش فقط، أي أقل بـ150 مرة من الألواح التقليدية، ما يسمح بدمجها بسهولة في مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية.

وأوضح الباحثون أن هذه الخلايا لا تكتفي بتوفير طاقة نظيفة، بل تتميز أيضا بخصائص شفافة ومبرّدة ذاتيا، إلى جانب قدرتها على تنظيف نفسها تلقائيا، ما يحافظ على كفاءتها التشغيلية.

وتشير التقديرات إلى إمكانية رفع كفاءة هذه الخلايا إلى أكثر من 45% مع المزيد من التطوير، الأمر الذي من شأنه أن يُحدث نقلة نوعية في سوق الطاقة الشمسية العالمي.

ويأتي هذا الكشف في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى حلول مستدامة لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية، حيث يُتوقع أن تسهم هذه التكنولوجيا في تقليل البصمة الكربونية العالمية بشكل كبير، خصوصا مع إمكان استخدامها في الهواتف الذكية، والسيارات، وحقائب الظهر، وحتى الملابس.

ورغم التفاؤل الكبير بالإمكانات الهائلة لمادة البيروفسكايت، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، خاصة فيما يتعلق بثبات المادة على المدى الطويل، وسهولة إنتاجها بكميات كبيرة وبتكاليف منخفضة، لكن الباحثين يرون أن هذه العقبات قابلة للتذليل مع استمرار جهود البحث والتطوير.

ويرى مراقبون أن إدماج هذه التكنولوجيا في الحياة اليومية قد يغيّر جذريا من طريقة استهلاك الطاقة، ويمهد لمرحلة جديدة تعتمد على طاقة نظيفة ولامركزية، ما يجعل الطاقة المتجددة أكثر قربا وملاءمة للمستهلكين حول العالم.