من التحالف مع إسرائيل ضد العراق إلى دعم البوليساريو.. حقائق ستعرفها لأول مرة عن إيران خامنئي - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من التحالف مع إسرائيل ضد العراق إلى دعم البوليساريو.. حقائق ستعرفها لأول مرة عن إيران خامنئي - تليجراف الخليج اليوم السبت 21 يونيو 2025 04:13 مساءً

رغم الشعارات الرنانة التي ترفعها طهران منذ أربعة عقود تحت لافتة "الممانعة" و"مواجهة الاستكبار العالمي"، إلا أن تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ أيام الخميني وصولا إلى خامنئي، يكشف عن مسارات مزدوجة، وتحالفات غير متوقعة، وعلاقات ملتبسة لا تقل تعقيدا عن المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط نفسه، من التحالف السري مع إسرائيل أثناء الحرب ضد العراق، إلى الدعم الخفي لجبهة البوليساريو عبر حزب الله، تقدم إيران نموذجا لدولة تمارس البراغماتية المطلقة تحت عباءة الأيديولوجيا.

وظهرت إيران حين اندلعت الحرب بين إيران والعراق في العام 1980، بعد عام واحد فقط من سقوط الشاه وعودة الخميني من منفاه الفرنسي، بمظهر الدولة الثورية المحاصرة التي تتعرض لعدوان خارجي، لكن ما لم يكن يعلمه الكثيرون، هو أن طهران تلقت دعما عسكريا من إسرائيل، شمل تزويدها بصواريخ وقطع غيار لطائرات "الفانتوم" الأمريكية الصنع، التي ورثتها عن جيش الشاه، بل إن فضيحة "إيران – كونترا" في منتصف الثمانينات كشفت أن الولايات المتحدة نفسها، رغم عدائها المعلن لإيران، كانت طرفا في صفقة الأسلحة تلك، مقابل إطلاق سراح رهائن أمريكيين محتجزين في لبنان، حيث وباسم الواقعية السياسية، تحالفت إيران مع "العدو الصهيوني" الذي تلعنه كل يوم في إعلامها، ضد جارها العربي العراق.

ولم تكن هذه الواقعة سوى أولى حلقات المفارقة، حيث ومع نهاية الحرب، وانكفاء إيران إلى الداخل لإعادة بناء مؤسساتها المتهالكة، بدأت مرحلة التمدد الخارجي تحت راية تصدير الثورة، عبر ظهور ميليشيات مذهبية في لبنان والعراق وسوريا، بدعم مالي وعسكري مباشر من الحرس الثوري الإيراني، ما جعل حزب الله في لبنان دولة داخل الدولة، ووريثا وحيدا للمقاومة بعد انسحاب الفصائل الفلسطينية، وفي سوريا، تحولت طهران إلى الحامي الأول لنظام بشار الأسد بعد انطلاق الثورة في 2011، وساهمت قواتها وميلشياتها في سحق انتفاضة شعبية كان يمكن أن تعيد التوازن للمنطقة.

أما في اليمن، فدعم طهران لجماعة الحوثي لم يعد محل شك لدى المجتمع الدولي، وقد أدى إلى انقلاب مسلح على السلطة الشرعية وتقسيم البلاد إلى جبهات متناحرة، كما تكررت الوصفة ذاتها في العراق، حيث تمددت أذرع إيران من خلال الميليشيات المسلحة التي أضعفت الدولة، وربطت القرار السياسي ببوصلة طهران، وحولت إيران حركة حماس في فلسطين من فصيل مقاوم إلى ورقة مساومة، ما أدى إلى انقسام فلسطيني داخلي عطل مشروع الدولة، ومهد لما شهدته غزة في 7 أكتوبر من تصعيد غير مسبوق لا تزال المنطقة تئن من تبعاته.

لكن المفاجأة الكبرى، التي يعرفها الكثيرون، هي تورط إيران في دعم ميليشيات البوليساريو، الساعية لتقسيم وحدة المغرب الترابية، حيث أعلنت الرباط سنة 2018 بشكل رسمي قطع علاقاتها مع طهران بعد أن ثبت، حسب بلاغ رسمي لوزارة الخارجية، أن إيران عبر ذراعها حزب الله، وفرت تدريبات عسكرية وأسلحة لعناصر البوليساريو في الجزائر، بهدف ضرب استقرار المغرب وتهديد أمنه القومي، وهي المعطيات التي أثارت صدمة في الأوساط السياسية والإعلامية، كونها تؤكد أن طهران تجاوزت حدود الشرق الأوسط وتسللت إلى شمال إفريقيا لتنفيذ أجنداتها التوسعية.

ولا يمكن تصور إيران خامنئي كما يتم تسويقها في الإعلام الرسمي أو عبر شبكات "الممانعة"، باعتبار أن هذه الوقائع تؤكد أنها دولة تلعب على التناقضات، تحارب أمريكا في التصريحات، وتفاوضها في السر، تهاجم إسرائيل في الخطب، وتشتبك معها في المصالح، تدعي الدفاع عن المسلمين، بينما لا تتردد في تمزيق أوطانهم، حيث أن ما سمي بـ"الربيع العربي"، كان بالنسبة لطهران فرصة سانحة لاختراق دول متعثرة وبناء نفوذ طويل الأمد، مهما كان الثمن باهظا على الشعوب.

وفي ظل كل هذا، يبدو أن بعض النخب المغربية ما زالت تتعامل بسذاجة مع المشروع الإيراني، غافلين عن أن طهران لا تتحرك بدافع العقيدة، بل بدافع المصلحة، وأن الشعارات الثورية ليست سوى غطاء لسياسة توسعية عنوانها: "فرّق تسد"، وقد آن الأوان أن يقرأ هذا المشروع بعيون أكثر واقعية، حتى لا يتكرر الخطأ ذاته الذي وقعت فيه شعوب أخرى دفعت ثمن صمتها، وربما إعجابها، بالمسرحيات الإيرانية.