نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: إيلون ماسك يثير الجدل مجدداً بخطة "إعادة كتابة التاريخ" عبر الذكاء الاصطناعي - تليجراف الخليج اليوم الأحد 22 يونيو 2025 01:18 مساءً
أطلق رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك موجة واسعة من النقاش بعد إعلانه عن نية مثيرة للقلق لإعادة كتابة المعرفة البشرية باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي التابع له "غروك" (Grok). وجاء ذلك عبر منشور في منصته "إكس"، حيث أكد أنه يسعى لتدريب النظام على نسخة "منقحة ومصححة" من البيانات، مدعياً أن المعرفة الحالية مليئة بـ"القمامة"، على حد تعبيره، وأنها تحتاج إلى تصحيح جذري قبل أن تُستخدم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبرّر ماسك مشروعه الجديد بأن "كوربس المعرفة البشرية"، أي مجموع المقالات والكتب والمحتوى الرقمي، يحتوي على معلومات ناقصة أو خاطئة، ويجب إعادة تنظيمه بشكل يعكس ما يعتبره "الحقيقة الكاملة". هذا التوجه أثار مخاوف عدد كبير من المتابعين، الذين شبّهوا تصريحاته بسيناريوهات الرقابة الفكرية الواردة في رواية "1984" الشهيرة، حيث يتم تعديل التاريخ عمداً للتحكم في الوعي الجماعي.
ويُشار إلى أن روبوت "غروك" واجه سابقاً انتقادات حادة في مايو الماضي، حين قدّم ردوداً متحيزة حول مواضيع حساسة مثل "الإبادة البيضاء" في جنوب إفريقيا، ما أعاد فتح باب التساؤلات حول التوجيه الأيديولوجي في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. وقد زعم ماسك في ذلك الوقت أن النظام يُلزم ببعض الخطوط التحريرية من قِبل مطوّريه، رغم وعوده بأن يقدم "وجهة نظر متمردة وخارجية عن البشرية".
وبخلاف منافسه "ChatGPT"، الذي يستند إلى تريليونات الكلمات من مصادر متنوعة، يعتمد "غروك" في تدريبه على بيانات متاحة للعامة، مع توجه واضح لإبراز سرديات بديلة ومخالفة للسائد. إلا أن خطوة إعادة صياغة التاريخ ومحتوى المعرفة من طرف فريق تقني خاص، فتحت نقاشاً حاداً حول أخلاقيات التلاعب بالمعلومات، وحدود سلطة الأفراد على الرواية الجماعية للتاريخ.
ويحذّر مراقبون من خطورة ترك مصير "الحقائق" في يد خوارزميات تُدار بمنطق شركات أو أفراد، مهما كانت نواياهم، معتبرين أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم لتعزيز التعددية المعرفية لا إعادة تشكيلها بحسب أهواء شخصية.