نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الرئيس بوتين يخطط لإسقاط واتساب وتليجرام - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 10:13 مساءً
متابعات – تليجراف الخليج
في خطوة تثير الكثير من الجدل داخليًا وخارجيًا، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، قانونًا جديدًا يتيح تطوير تطبيق مراسلة روسي مدعوم بالكامل من الدولة ومرتبط بالخدمات الحكومية، في مؤشر على نية موسكو إزاحة تطبيقات مثل واتساب وتليجرام عن واجهة التواصل الرقمي في البلاد.
نحو سيادة رقمية كاملة
القانون الجديد يأتي ضمن مساعٍ متسارعة تبذلها روسيا لتعزيز ما تسميه بـ”السيادة الرقمية”، وهي استراتيجية تهدف للانفصال عن الاعتماد على البنى التحتية التقنية الغربية. وتُفسَّر هذه الخطوة بأنها تأتي كرد فعل على انسحاب العديد من شركات التكنولوجيا الغربية من السوق الروسية، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022.
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز، فإن موسكو تسعى إلى بناء بيئة رقمية مغلقة تتيح لها التحكم الكامل في تدفق المعلومات، وضمان عدم خضوع البيانات الروسية لأي تأثير خارجي.
مميزات التطبيق الروسي الجديد
رغم أن تفاصيل التطبيق الجديد لا تزال غير معلنة بالكامل، إلا أن تقارير روسية أشارت إلى أنه سيحمل خصائص تتفوق على التطبيقات الشهيرة مثل واتساب وتليغرام. ومن المتوقع أن يتضمن تكاملًا مباشرًا مع الخدمات الحكومية، بما في ذلك المنصات الصحية والتعليمية والضريبية، ليكون بوابة واحدة للمواطنين الروس في تعاملاتهم الرسمية واليومية.
الانتقادات تتصاعد
لكن هذه الخطوة لم تمر دون انتقادات داخلية ودولية. فقد حذّر خبراء في الخصوصية من أن سيطرة الدولة على منصة المراسلة قد تؤدي إلى مزيد من الرقابة على الحياة الرقمية للمواطنين.
مدير “جمعية حماية الإنترنت” الروسية، ميخائيل كليماريف، صرّح هذا الشهر أنه يتوقع أن تلجأ الحكومة إلى خفض سرعة تطبيقات مثل واتساب وتليغرام بشكل متعمد، لدفع المستخدمين إلى التخلي عنها والتحول نحو البديل الروسي.
بافيل دوروف في مرمى السياسة
ومن اللافت في هذا السياق أن تطبيق “تليغرام” الذي يحظى بشعبية كبيرة في روسيا، أُسس من قبل الروسي بافيل دوروف، الذي يُلقب أحيانًا بـ”زوكربيرغ روسيا”. ويُعرف دوروف بمعارضته الشديدة لأي رقابة حكومية على الإنترنت، وقد سبق له مغادرة روسيا بسبب ضغوط السلطات عليه لتسليم بيانات المستخدمين.
هل يُقصى تليغرام من روسيا؟
حتى اللحظة، لم يصدر أي قرار رسمي بمنع تليغرام أو واتساب، لكن التوجه السياسي والإعلامي في روسيا يشير إلى أن هذين التطبيقين قد يواجهان “حرب تبطيء” أو حملات إعلامية تُظهرهما كـ”أدوات غربية تهدد الأمن الرقمي القومي”.
وقد سبق للسلطات الروسية أن حظرت تليغرام مؤقتًا في 2018، قبل أن تعود وتسمح به مجددًا في 2020، ما يكشف عن علاقة متقلبة بين موسكو والتطبيقات العالمية.
نهاية مرحلة أم بداية مواجهة؟
من غير الواضح إلى أي مدى سيتمكن التطبيق الحكومي من جذب المستخدمين الروس الذين تعودوا على تليغرام كمنصة للتواصل والتعبير، لكن الثابت أن روسيا تسير بخطى ثابتة نحو فضاء رقمي خاص بها، حتى لو عنى ذلك التضحية ببعض مظاهر الحرية التقنية.
وفي ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، والعزلة الغربية المتزايدة، يبدو أن موسكو باتت تعتبر التحكم في الاتصالات الرقمية مسألة سيادة لا يمكن التهاون فيها.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.