دراسة جديدة تثبت أن الأطفال في دائرة الخطر - تليجراف الخليج

كشفت دراسة جديدة مذهلة شملت 40 ألف منتج غذائي عن أن ما يقرب من واحد من كل خمسة أطعمة ومشروبات معبأة في الولايات المتحدة يحتوي على أصباغ غذائية اصطناعية.

تأتي هذه النتائج في ظل حملة يقودها وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت ف. كينيدي الابن، لإزالة الألوان الغذائية المصنوعة من البترول من إمدادات الغذاء في البلاد.
حلل الباحثون مكونات المنتجات التي يُقبل عليها الأطفال مثل الحلوى، والمشروبات السكرية، والوجبات الجاهزة، وحبوب الإفطار، والمخبوزات مثل الكعك والبسكويت والمعجنات.
ورغم أن الهيئات التنظيمية تعتبر عادةً أن الأصباغ الغذائية الاصطناعية آمنة، إلا أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى ارتباطها بفرط النشاط، والانفعالية، ومشاكل صحية أخرى محتملة لدى الأطفال.
وقالت إليزابيث دانفورد، زميلة بحث في معهد جورج العالمي للصحة:"بالنظر إلى تراكم الأدلة على مدى الأربعين عامًا الماضية التي تشير إلى الأضرار الصحية للأصباغ الاصطناعية، فمن المخيب للآمال أن نراها لا تزال شائعة جدًا في نظامنا الغذائي، خصوصًا في المنتجات المصممة لجذب الأطفال."
أظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت الأربعاء في مجلة أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية، أن 28% من هذه المنتجات الموجهة للأطفال تحتوي على أصباغ صناعية، مقارنة بـ 11% من باقي الأطعمة.
وقد حدد الباحثون أن شركات الحلوى كانت الأكثر استخدامًا للأصباغ الاصطناعية. كذلك، وُجد أن 79% من مشروبات الطاقة تحتوي على هذه الأصباغ.
والمثير للدهشة أن الدراسة وجدت أن متوسط كمية السكر في المنتجات التي تحتوي على أصباغ صناعية كان أكثر من ضعف الكمية الموجودة في المنتجات التي لا تحتوي عليها.
وقالت دانفورد، الأستاذة المساعدة في قسم التغذية بجامعة نورث كارولينا:"مستويات السكر العالية في هذه المنتجات الزاهية الألوان تشير إلى أن الشركات تستخدم الأصباغ الصناعية للتسويق لأطعمة ومشروبات حلوة — لكن كلا المكونين مرتبطان بنتائج صحية سلبية."
من جانبها، رفضت الرابطة الوطنية لصانعي الحلوى (NCA) نتائج الدراسة، واتهمت الباحثين بوجود "ثغرات كبيرة" في تحليلهم.
وقال كريستوفر جيندلسبيرغر، نائب رئيس العلاقات العامة في الرابطة:"على سبيل المثال، تقيس هذه الدراسة كمية الأصباغ في النظام الغذائي لكنها تتجاهل التعرض الفعلي للمستهلكين."

وأضاف:"وفقًا لمسح الصحة والتغذية الوطني التابع للحكومة الفدرالية (NHANES)، فإن الأمريكيين يتناولون الشوكولاتة والحلوى مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع فقط، بمعدل 40 سعرة حرارية وملعقة صغيرة من السكر المضاف يوميًا — وهو أقل بكثير من الفئات الغذائية الأخرى التي تم تحليلها."
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) قد أعلنت بالفعل في أبريل عن خطة للتخلص التدريجي من ستة أصباغ صناعية وهي:
أزرق 1، أزرق 2، أخضر 3، أحمر 40، أصفر 5، وأصفر 6 — وذلك بحلول نهاية عام 2026.
كما تشمل الخطة أيضًا صبغتين أخريين هما Citrus Red No. 2 وOrange B، واللتين سيتم حظرهما كذلك.
وشجع روبرت ف. كينيدي الابن الشركات على الإسراع في إزالة الصبغة الحمراء رقم 3 (Red No. 3)، والتي يُفترض أن يتم التخلص منها بحلول 2027.
وقد اتخذت عدة ولايات أميركية إجراءات مستقلة لتنظيم أو حظر بعض الأصباغ الاصطناعية المستخدمة في الأغذية.
وفي انتظار دخول هذه القواعد حيّز التنفيذ، توصي دانفورد الآباء والمستهلكين بقراءة ملصقات المكونات بعناية والابتعاد عن المنتجات التي تحتوي على أصباغ صناعية أو مستويات عالية من السكر المضاف.
وقالت:"إذا كان المنتج يحتوي على أيٍ من هذين العنصرين، فمن الأفضل عدم شرائه خاصةً للأطفال."