نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لعنة الفرعون القديمة قد تُستخدم لمحاربة السرطان - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 09:20 مساءً
في عشرينيات القرن الماضي، ألقى علماء الآثار باللوم في سلسلة من الوفيات الغريبة التي أعقبت اكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون في مصر على "لعنة الفرعون".
دخل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر وراعيه اللورد كارنارفون التاريخ في عام 1922 عندما دخلا مقبرة الفرعون المصري توت عنخ آمون في وادي الملوك.
بعد عقود، في السبعينيات، تكرر الأمر مرة أخرى عندما دخل فريق من العلماء مقبرة كازيمير الرابع في بولندا.
من بين فريق مكون من 12 شخصاً، توفي 10 منهم خلال أسابيع، لم يكونوا يعلمون حينها أن المقبرة كانت تحتوي على فطر Aspergillus flavus، وهو فطر يمكن أن يسبب التهابات في الرئتين.
الآن، قام باحثون من جامعة بنسلفانيا بتعديل هذا الفطر الممرض واستغلال إمكاناته كبطل في مجال الطب الحيوي.
كشفت دراستهم الجديدة التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة Nature Chemical Biology — أن Aspergillus flavus يمكن أن يتحول إلى عامل مضاد للسرطان ينافس الأدوية التقليدية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
وتسلط أبحاثهم الضوء على إمكانية تحويل مادة سامة تاريخياً إلى دواء ثوري.
قالت شيري جاو، أستاذة مشاركة في الهندسة الكيميائية والجزيئية الحيوية والهندسة الحيوية، في بيان لها: "الفطريات منحتنا البنسلين"، في إشارة إلى أول مضاد حيوي ناجح في العالم.
أضافت: "تُظهر هذه النتائج أن هناك الكثير من الأدوية المستخرجة من الطبيعة والتي لم نكتشفها بعد."
وأشارت المؤلفة الرئيسية للدراسة، تشيويوي ني، إلى أن هذا المجال يُعد "منطقة غير مستكشفة تمتلك إمكانات هائلة."
قام فريق جاو بعزل وتنقية أربعة مركبات ريبية (RiPPs) من Aspergillus flavus، وأظهرت هذه الجزيئات نتائج قاتلة ضد خلايا اللوكيميا.
لكن هناك عقبات تعيق التقدم، قالت ني: "تنقية هذه المركبات أمر صعب."
وعلى الرغم من أن العلماء حددوا آلاف المركبات من نوع RiPPs في البكتيريا، إلا أنه تم العثور على عدد أقل بكثير منها في الفطريات.
وقد يكون السبب في ذلك هو أن الباحثين كانوا يخلطون بينها وبين فئات أخرى من الجزيئات، ولم يفهموا تمامًا كيف تنتجها الفطريات.
أوضحت ني: "إن تخليق هذه المركبات معقد. لكن هذا أيضاً هو ما يمنحها نشاطًا بيولوجيًا مذهلاً."
تؤكد هذه الدراسة الجديدة أن الكثير من بيئتنا وطبيعتنا لا يزال غير مفهوم بالكامل، وأن استكشافه قد يعود بفوائد كبيرة على الطب الحديث.
قالت جاو: "لقد منحتنا الطبيعة صيدلية مذهلة، الأمر متروك لنا لكشف أسرارها."
0 تعليق