دراسة تثير الجدل: هل يُضعف الذكاء الاصطناعي قدرة الطلاب على التفكير النقدي؟ - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دراسة تثير الجدل: هل يُضعف الذكاء الاصطناعي قدرة الطلاب على التفكير النقدي؟ - تليجراف الخليج اليوم الخميس 3 يوليو 2025 02:05 مساءً

في زمن تتسارع فيه أدوات الذكاء الاصطناعي، كشفت دراسة حديثة أجراها معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا عن آثار مقلقة لاستخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل "تشات جي بي تي"، في كتابة نصوصهم الجامعية، حتى في المواضيع التي يُفترض أن تُكتب من واقع التجربة الشخصية.

المعلمة جوسلين ليتزينغر من جامعة إلينوي روت بأسف كيف لاحظت أن طلابها يكررون استخدام أسماء مثل "سالي" في كتاباتهم حول التمييز، رغم أن المطلوب كان مشاركة تجاربهم الحياتية، ما كشف عن اعتمادهم على نصوص مُولّدة رقمياً تفتقر إلى الصدق والروح. وتقول إن ما يقارب نصف طلابها استخدموا الذكاء الاصطناعي بشكل غير ملائم، حتى في مناقشة الجوانب الأخلاقية لهذه التكنولوجيا.

الدراسة، التي لم تخضع بعد لمراجعة علمية دقيقة، قسمت المشاركين إلى ثلاث مجموعات؛ الأولى استخدمت "تشات جي بي تي"، والثانية استعانت بمحرك بحث، والثالثة اعتمدت فقط على قدراتها الذهنية. وأظهرت النتائج أن المجموعة الأخيرة قدّمت نصوصاً أكثر عمقاً وأصالة، بينما جاءت نصوص مستخدمي الذكاء الاصطناعي "خالية من الروح" رغم سلامة اللغة.

وبالإضافة إلى التقييمات النصية، أظهرت تخطيطات الدماغ نشاطاً عصبياً أقل لدى مستخدمي "تشات جي بي تي"، كما عجز أكثر من 80% منهم عن تذكّر أو اقتباس أي فقرة مما كتبوه.

رغم ذلك، تحذّر الباحثة ناتاليا كوزمينا من المبالغة في تفسير النتائج، وتدعو إلى دراسات موسعة لتحسين استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، بدلاً من رفضه. وفي المقابل، عبّرت عالمة الأعصاب آشلي جوافينيت عن تحفظها، معتبرة أن الدراسة تفتقر إلى الصرامة المنهجية الكافية لاستخلاص استنتاجات حاسمة.

وترى ليتزينغر أن الذكاء الاصطناعي قد أحدث تغييراً عميقاً في كتابة الطلاب منذ ظهوره عام 2022، مشبهةً تأثيره بما أحدثته الآلات الحاسبة من تغيير في تدريس الرياضيات. لكنها تعبّر عن قلق عميق: "الكتابة هي تفكير… إذا ألغينا هذه العملية، فماذا يتبقى من الذهن؟".