بتقليص الدعم.. هل تطوي واشنطن صفحة الحرب الروسية الأوكرانية؟ - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بتقليص الدعم.. هل تطوي واشنطن صفحة الحرب الروسية الأوكرانية؟ - تليجراف الخليج اليوم الخميس 3 يوليو 2025 05:46 مساءً

رغم ضخامة المساعدات الأميركية التي انهمرت على أوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، ظهرت مؤشرات تراجع هذا الدعم في واشنطن، فقد شهدت الأشهر الأخيرة خلافات داخل الكونغرس الأميركي حول جدوى استمرار التمويل، خصوصاً في ظل التزامات عسكرية موازية في الشرق الأوسط وتنامي التحديات الداخلية. وفي أبريل 2024، توقفت حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لأكثر من ستة أشهر بسبب خلافات حزبية، ما كشف هشاشة الإجماع الأميركي حول الحرب. ورغم تمرير الحزمة لاحقاً، فإن تأخرها ترك أثراً واضحاً على القدرات الميدانية الأوكرانية، وأعاد طرح السؤال الأهم: هل بلغ الدعم الغربي الأمريكي تحديداً نهايته؟

منذ نشوب الصراع بين أوكرانيا وروسيا، تحوّلت المساعدات الغربية، وتحديداً الأميركية، إلى شريان حياة اقتصادي وعسكري لكييف، وإلى أداة استراتيجية تعكس تحولات عميقة في خريطة النفوذ العالمي. ومع تعاظم التحديات الميدانية والدبلوماسية، تطرح أرقام الدعم الأميركي تساؤلات جوهرية حول حدود الالتزام وغاياته.

وفقاً لتقرير نشرته شبكة "بي بي سي"، قدّمت الولايات المتحدة ما يقارب 119.7 مليار دولار لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022 وحتى نهاية 2024، توزعت بين مساعدات عسكرية مباشرة، تمويل ميزانيات، ودعم إنساني.

ويفيد تقرير منفصل بأن الكونغرس أقرّ ما يقارب 175 مليار دولار في هذا السياق، منها ما يُوظّف داخل الاقتصاد الأميركي نفسه عبر دعم صناعات السلاح والخدمات اللوجستية.

عسكرياً

بلغت قيمة المساعدات العسكرية الأميركية نحو 69 مليار دولار، شملت منظومات دفاع جوي متقدمة (باتريوت، ناسامز)، صواريخ دقيقة التوجيه (هيمارس)، ومدرّعات قتالية ودبابات، فضلاً عن تدريب مكثف للقوات الأوكرانية.

كما أُعلن استخدام آلية "السحب الرئاسي" لتوفير معدات من المخزون الأميركي بكلفة تُقدّر بـ31 مليار دولار، ما يعكس أولويات الدعم السريع.

اقتصادياً

على الجانب الاقتصادي، قدمت واشنطن ما يفوق 32 مليار دولار لدعم ميزانية أوكرانيا، مع حزمة قروض تصل إلى 20 مليار دولار مرتبطة بأرباح الأصول الروسية المجمّدة.. هذه الأموال تُستخدم لدفع الرواتب وتمويل الخدمات الأساسية في ظل شلل الإنتاج.

ولا يخفى أن هذا الدعم يتجاوز الأبعاد العسكرية والاقتصادية، إذ يعكس تصميماً أميركياً على تقويض النفوذ الروسي في جوار الناتو ومنع انهيار دولة تُعدّ حصناً أمام تمدد موسكو. في المقابل، يشهد الداخل الأميركي سجالاً متصاعداً حول كلفة الحرب وجدوى الإنفاق، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

يبدو أن واشنطن، رغم الأعباء السياسية والمالية، ما زالت ترى في أوكرانيا ساحة اختبار لاستراتيجيتها العالمية، لكن تصاعد الدعوات داخل الكونغرس لتقليص المساعدات، قد تدفع نحو مراجعة جزئية أو كلية لهذا الدعم.