نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لبنان يودّع زياد الرحباني… صوت النقد الجريء وعبقري الموسيقى المتمرد - تليجراف الخليج اليوم السبت الموافق 26 يوليو 2025 03:47 مساءً
زياد الرحباني
فقدت الساحة الفنية اللبنانية والعربية أحد أبرز أعمدتها، برحيل المؤلف الموسيقي والمسرحي اللبناني زياد الرحباني، نجل الأسطورتين عاصي الرحباني وفيروز، عن عمر ناهز 69 عامًا، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام، يوم السبت.
ولد زياد في بيتٍ غارق في الموسيقى والإبداع، ونشأ على إرث فني كبير ساهم في تشكيل هويته، لكنه سرعان ما اختار أن يبتعد عن الخط الكلاسيكي لعائلة “الرحابنة”، ليشقّ طريقًا خاصًا به، أكثر جرأةً، وتحررًا، وقربًا من الشارع وهمومه.
زياد الرحباني
موهبة مبكرة وميل إلى التمرد
منذ بداياته، أثبت زياد الرحباني أنه ليس مجرد امتداد لعائلة فنية عريقة، بل شخصية فنية مستقلة، حادّة، وواعية سياسيًا. في عمر 17 عامًا، قام بتلحين واحدة من أشهر أغاني والدته فيروز، “سألوني الناس”، والتي أصبحت لاحقًا من علامات الغناء العربي.
الموسيقار زياد الرحباني
رائد المسرح النقدي والسياسي
في حقبة السبعينيات، أطل زياد الرحباني بمسرحيته الأولى “سهرية”، التي اعتُبرت تمهيدًا لأسلوب جديد في المسرح اللبناني، قائم على السخرية والوعي الطبقي والسياسي, ثم توالت الأعمال:
•“نزل السرور” (1974)
•“بالنسبة لبكرا شو” (1978)
•“فيلم أميركي طويل” (1980)
•“شي فاشل” (1983)
•“بخصوص الكرامة والشعب العنيد” (1993)
•“لولا فسحة الأمل” (1994)
•“راجع يتعمر لبنان”
وقد واجه في هذه الأعمال، بلغة لاذعة وسينوغرافيا بسيطة، قضايا الحرب، والطائفية، والفساد، واللامعنى، بأسلوب ساخر ومباشر جعل منه صوتًا لجيلٍ محبط.
موسيقاه… بين الجاز والهوية
تميّزت موسيقى زياد بطابعها الفريد، حيث مزج بين الجاز، والموسيقى الشرقية، والبلوز، والأنماط الغربية الحديثة، ليصنع لونًا خاصًا به. ومن أبرز ألبوماته:
•“أنا مش كافر”
•“بما إنو”
•“مونودوز”
•“إلى عَندما”
•بالإضافة إلى عشرات الأغاني السياسية والاجتماعية، منها:
•“يسعد صباحك يا لبنان”
•“شو هالأيام”
•“بما إنو مفكرين”
•“لما الحكي بيخلص”
صوت سياسي جريء… لا يشبه أحد
الفنانة فيروز و نجلها الموسيقار زياد الرحباني
لم يكن زياد فنانًا محايدًا، بل انخرط في الحياة السياسية بمواقفه الواضحة، وكتاباته الساخرة، ومقابلاته الصادمة، وأغنياته التي تحاكي المواطن العربي البسيط، الناقم، الضائع بين الطوائف والانقسامات.
رحيل مبكّر لجريء لا يُنسى
برحيل زياد الرحباني، يخسر العالم العربي أحد أبرز رموزه في التمرّد الفني، والنقد السياسي، والمسرح المختلف. رجل لم يرد أن يكون نسخة من أحد، فصار أيقونة مستقلة، وكلمة لا تشبه إلا صاحبها.
رحل زياد، لكن صوته لا يزال يهمس في وجداننا:
“أنا مش كافر… بس الجوع كافر، والذل كافر، والاحتلال كافر”.