نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الشعر والتشكيل في دبي.. تناغم إبداعي يفيض جمالاً - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025 11:58 مساءً
يشكِّل الشعر والفن وجهين لتجربة إبداعية تنبثق في نفس مرهفة بالإحساس، وتتجاوب فيها أصداء الخيال والمشاعر، فتفيض بالبهجة، وتتجلى المعاني الفنية، عندما تلتئم الإبداعات المتنوعة لتصنع لوحة منسجمة.
وفي دبي، حقق هذا التلاؤم الإبداعي حضوراً ملهماً، ونسج حالة من الحوار بين الآداب والفنون، لتبدأ مرحلة جديدة من التكامل بين أشكال الإبداع، وينتهي العزف المنفرد بسيمفونية تنصهر خلالها كل ملامح الجمال.
علاقة حقيقية
وأكد الفنان التشكيلي الإماراتي سالم الجنيبي لـ «تليجراف الخليج»، أن دبي نجحت في صنع علاقة حقيقية بين الشعر والفن التشكيلي، من خلال المعارض المختلفة التي أضاءت على تجارب شعرية مميزة، مشيراً إلى أن الشعر يبدو حاضراً بقوة في أعمال الفنانين الذين يشاركون في المعارض التشكيلية المختلفة.
وأوضح الجنيبي أن الشعر يخدم الفن التشكيلي، وأنه ما دامت هناك كلمات وتعبير بالكتابة، فلا بد من وجود عمل فني يستوحي من خلاله الفنان ذلك الإبداع الشعري، لافتاً إلى أن الشاعر الإماراتي خاصةً يعبِّر دائماً عن بيئته، ويستلهم منها معانيه، ثم يأتي الفنان فيستفيد من بيئته أيضاً، ويوظف ما تأثر به من الشعر.
مصدر إلهام
ونوَّهت الفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة الحمادي، بتجارب الشعراء الإماراتيين الكبار، لا سيما الراحلين، أمثال سلطان العويس ومحمد بن حاضر وحمد خليفة بوشهاب، الذين يشكِّلون بإبداعاتهم الشعرية مصدر إلهام ثرياً للفن التشكيلي، مؤكدةً أن المعارض الفنية التي احتضنتها دبي في سياق استلهام أعمال بعض القامات الشعرية فنياً، تُعَدُّ نوعاً من تخليد ذكرى شخصيات ذات بصمات بارزة.
وقالت إن كثيراً من الشعراء القدماء كانوا يمتلكون مقدرة إبداعية كبيرة، وربما لم تُتَحْ لهم فرصة الظهور والاشتهار بالصورة الكافية التي تستحقها موهبتهم المميزة، موضحةً أن استلهام ما أنتجته تلك المواهب الفذة عبر الفن التشكيلي، يسهم في تسليط الضوء على منتجهم الشعري.
التحام فني
من جهته، رأى الشاعر الإماراتي عبد الله الهدية، أن الشعر قادر على التعامل مع كل الفنون والتناغم معها، مع ضرورة وجود تآلف وإعداد سابق بين الشاعر والفنان، سواء أكان رساماً أم موسيقياً، مؤكداً أن الآونة الأخيرة شهدت التحاماً بين الشعر والفنون الأخرى، في أمسيات احتضنتها الإمارات، ولقيت حضوراً مميزاً وترحيباً جماهيرياً واسعاً.
وأعرب الهدية عن إعجابه الشديد بفكرة تداخل الآداب والفنون، وانصهارها معاً ضمن ملتقيات ثقافية، يمكن تسميتها «أمسيات فنية»، بحيث لا يطغى نوع من الفن على سائر الفنون، مشيراً إلى أن هذه التجربة حققت نجاحاً واضحاً في الإمارات، ودعمتها العديد من المؤسسات الثقافية، لما تشكِّله من توليفة إبداعية، تتعانق فيها صنوف الجمال وتجلياته.
إبداع ساحر
من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي العراقي، إحسان الخطيب، أن دبي احتضنت العديد من المعارض الفنية التي تحاكي الشعر، وتصنع منه عوالم إبداعية ساحرة، لافتاً إلى أنه شارك بلوحات مرسومة بالقلم الرصاص، تستلهم أشعاراً بديعة من عصور مختلفة، في معرض فني أقامته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.
وذكر الخطيب أنه رسم أيضاً قرابة 73 لوحة، تستوحي أبياتاً من الشعر الشعبي، في أحد المعارض السابقة بدبي، تحت عنوان «شخابيط وألوان»، بالتعاون مع الدكتور عبد الإله عبد القادر، هذا إلى جانب مشاركته بصفته قيماً فنياً في معرض «كلمات تهوى الجمال»، الذي أقيم أخيراً، مضيفاً أنه اتَّخذ من تجربة الشاعر الإماراتي الراحل سلطان العويس، معيناً إبداعياً غنياً.
فنون متداخلة
وأكدت الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري، أن الفنون جميعها يستلهم بعضها بعضاً، وأن الشعر بوصفه أكبر فن عربي استلهم كل ما حوله من رسم ونحت وموسيقى وتصوير، لافتةً إلى أن الفنون بطبيعتها متداخلة، وأنه مثلما يلهم الشعر الفن، فإن الفن أيضاً يلهم الشعر. وأوضحت أن هناك قصائد من الشعر العربي، نظمها أصحابها تأثراً بلوحات محددة وفنانين معيَّنين، وأن تلك السمة مُغرِقة في تاريخ الإبداع منذ القِدَم، داعيةً إلى التشجيع على هذا التوجُّه، الذي يجمع المبدعين، ويجعل منهم مجتمعاً ثقافياً واحداً، لا مجتمعات متفرقة.
وأشارت إلى أن تعزيز هذا الجانب، يتم عن طريق التعاون، كالذي شهده الوسط الثقافي في دبي أخيراً، خلال معرض «كلمات تهوى الجمال»، الذي أقيم بمناسبة مئوية الشاعر الإماراتي الراحل سلطان العويس، واصفةً ذلك بأنه الخطوة السليمة التي ينبغي أن تُتَّخذ في المحافل والمناسبات الثقافية كافة، بحيث تجتمع الجهود الإبداعية في عمل واحد.
0 تعليق