تنطلق، اليوم في العاصمة الإيطالية روما، الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن روسيا سيكون لها دور في أي اتفاق نووي مع أمريكا.

وأوضح أنه ناقش في روسيا بالتفصيل محتوى المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا. وقال: «رغم أن لدينا شكوكاً جدية بشأن نوايا الجانب الأمريكي ودوافعه، سنشارك في المفاوضات على أي حال». وقال عراقجي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو:

«نحن مستعدون تماماً للتوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي السلمي الإيراني. إذا كانت هناك رغبة مماثلة من الجانب الآخر، وامتنعوا عن تقديم مطالب غير معقولة وغير واقعية، فأعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن بدعم من روسيا».

ولفت عراقجي إلى أن إيران تعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي ممكن إذا تحلت واشنطن بالواقعية. كما قال مسؤول إيراني كبير، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة خلال الجولة الأولى من المحادثات، باستعدادها لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم، لكنها تحتاج إلى ضمانات قوية بأن الرئيس دونالد ترامب لن ينسحب مجدداً من اتفاق نووي جديد.

موقف روسي

بدوره، رحب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بجهود إيران والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى اتفاقات موضوعية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأكد لافروف استعداد روسيا لتسهيل عملية التفاوض بين الطرفين حول هذا الملف المهم.

مشدداً على ضرورة أن تأخذ المحادثات بعين الاعتبار مصالح إيران، مضيفاً: «ناقشنا بالتفصيل موضوع خطة عمل شاملة مشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، ورحبنا بالرغبة في التوصل إلى اتفاقيات موضوعية مقبولة من الطرفين، بما في ذلك تلك التي نوقشت ولا تزال تناقش بين إيران والولايات المتحدة.

وبالطبع، روسيا مستعدة لتسهيل هذه العملية، وستدعم بكل ما أوتيت من قوة أي اتفاقيات تراعي المصالح الإيرانية». وقال لافروف إن إيران مستعدة للسعي الكامل للتوصل إلى اتفاقيات بشأن البرنامج النووي الإيراني في إطار قضية منع الانتشار.

في الأثناء، شدد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، على ضرورة أن يتخذ الأوروبيون سريعاً قراراً مهماً بشأن إعادة فرض العقوبات على إيران. وقال روبيو أثناء مغادرته مطار لوبورجيه قرب باريس عقب اجتماع مع نظراء أوروبيين:

«على هؤلاء أن يتخذوا قراراً مهماً قريباً جداً حول آلية الزناد بشأن إعادة فرض العقوبات، لأن إيران لا تفي بوضوح بالتزاماتها بموجب الاتفاق الحالي. علينا جميعاً أن نتوقع أنهم على وشك تلقي تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى أن إيران لا تمتثل لواجباتها، بل إنها قريبة من حيازة السلاح النووي أقرب من أي وقت مضى».

وأضاف: «الإدارة الأمريكية تسعى إلى حل سلمي مع إيران، لكنها لن تتسامح أبداً مع تطويرها سلاحاً نووياً، أي اتفاق محتمل يجب ألا يكون شيئاً يمنع إيران فقط من امتلاك سلاح نووي الآن، بل في المستقبل أيضاً، وليس فقط لـ10 سنوات مع وجود بند انقضاء أو ما شابه».