"نِه تشا 2".. فيلم صيني يتفوق على هوليود بإيرادات غير مسبوقة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "نِه تشا 2".. فيلم صيني يتفوق على هوليود بإيرادات غير مسبوقة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 09:56 مساءً

حقق فيلم الرسوم المتحركة الصيني "نِه تشا 2" من انتاج "بكين إنلايت ميديا" إنجازًا تاريخيًا في صناعة السينما العالمية، بعدما تجاوز حاجز الملياري دولار عالميًا في أقل من ثلاثة أسابيع من إطلاقه في 29 يناير 2025، متفوقًا بذلك على أشهر أفلام ديزني وبيكسار، ومتصدرًا شباك التذاكر العالمي كأول فيلم صيني يحقق هذا الإنجاز غير المسبوق. وسرعان ما سجل الفيلم أرقامًا قياسية، إذ بلغت إيراداته مليار دولار خلال فترة وجيزة، متفوقًا على كبرى إنتاجات هوليود.

يُعد الفيلم استكمالًا للنجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول عام 2019، والذي حقق إيرادات تجاوزت 725 مليون دولار عالميًا، ليصبح علامة فارقة في تاريخ الرسوم المتحركة الصينية. يستند "نِه تشا 2" إلى الأساطير الصينية القديمة، ويروي قصة الفتى المتمرد "نِه تشا" صاحب القدرات الخارقة، ضمن حبكة تجمع بين الحركة والدراما والأسئلة الوجودية حول الهوية والمصير، ما أكسبه إشادة واسعة من الجمهور والنقاد حول العالم.

ويمثل "نِه تشا 2" محطة مفصلية في تطور الرسوم المتحركة الصينية، التي لطالما وُضعت في مقارنة مباشرة مع نظيرتها الأمريكية مثل أعمال ديزني وبيكسار. لكن هذا الفيلم شكّل نقطة تحوّل، بعدما أثبت أن الصين قادرة على إنتاج محتوى بصري وتقني عالي الجودة يضاهي أضخم الإنتاجات العالمية، من حيث المؤثرات، تصميم الشخصيات، وثراء التفاصيل، دون أن يتخلى عن خصوصيته الثقافية. وقد لاحظ النقاد الأمريكيون هذا التقدّم، مشيرين إلى أن الفيلم يقدم تجربة مختلفة عمّا اعتاد عليه جمهور الرسوم المتحركة في الغرب.

ففي الوقت الذي تعتمد فيه أفلام ديزني وبيكسار على تقنيات عالية وتستند إلى الأساطير الغربية أو الحكايات الخيالية من ثقافات متنوعة، نجد أن الأعمال الصينية الحديثة مثل "نِه تشا 2" مستوحاة من الأساطير الشعبية الصينية، ما يضيف بُعدًا ثقافيًا فريدًا في سرد القصص. هذا التوجه يجعل الأفلام الصينية تجمع بين التقنية العالية والهوية الثقافية المحلية، في حين أن الأفلام الأمريكية تميل أكثر إلى الخيال المستند إلى الأساطير الغربية أو الحكايات المعاصرة.

ولم يقتصر تأثير الفيلم على المستوى الفني فحسب، بل امتد إلى قطاعات أخرى، من أبرزها سوق الألعاب والمنتجات المشتقة من الفيلم، حيث شهدت الشركات المصنعة للألعاب قفزات في المبيعات. فشركة Pop Mart أصدرت سلسلة "Ne Zha 2: Born Bonded" التي حققت مبيعات ضخمة على منصات مثل Tmall، بينما سجلت Sunny & Sandy نجاحًا في تصنيع المنتجات البلاستيكية ثلاثية الأبعاد المرتبطة بالفيلم. كما تعاونت شركة FunCrazy في حملة تمويل جماعي بلغت 30 مليون يوان. في حين سجلت أسهم شركة "بكين إنلايت ميديا" – المنتج الرئيسي للفيلم – ارتفاعًا تجاوز 200% خلال أسبوعين فقط بعد عطلة العيد.

فيما يتعلق بقطاع السياحة شهدت مدن صينية مثل تيانجين وييبين انتعاشًا سياحيًا ملحوظًا بعد عرض الفيلم، نظرًا لارتباطها الوثيق بأسطورة "نِه تشا". تُعد تيانجين موطنًا رمزيًا لهذه الشخصية في التراث الشعبي، وقد استعان الفيلم بلهجتها المحلية في بعض الحوارات، مما أضفى طابعًا ثقافيًا أصيلًا جذب الجمهور المحلي.

أما مدينة ييبين في مقاطعة سيتشوان، فتحتوي على مواقع تاريخية ومعابد ترتبط بالأسطورة، وقد ساهم ظهورها في الفيلم بصريًا في زيادة الإقبال عليها. هذا التفاعل أدى إلى تحفيز السلطات الصينية لإطلاق مبادرة "السفر عبر الصين من خلال الأفلام"، بهدف تعزيز السياحة الثقافية عبر الإنتاج السينمائي المحلي.

تهدف هذه المبادرة إلى دمج السينما مع السياحة لتعزيز جاذبية البلاد كوجهة سياحية دولية، وتستند إلى النجاح الكبير لأفلام صينية مثل "نِه تشا 2"، وتستهدف جذب السياح الأجانب لاستكشاف المواقع الثقافية والتاريخية التي ظهرت في هذه الأفلام بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات وعروض سينمائية دولية للترويج للثقافة الصينية. مما يعزز التفاعل بين السياحة والثقافة عبر الأفلام.

ويعكس نجاح "نِه تشا 2" صعود القوة الناعمة الصينية على الساحة الدولية، إذ أصبح التراث والأساطير الصينية قادرة على المنافسة – بل والتفوّق – على أضخم إنتاجات العالم من حيث الجودة والإيرادات. ووفقًا لمؤشر Brand Finance 2025، قفزت الصين إلى المرتبة الثانية عالميًا من حيث التأثير الثقافي والإعلامي، مدفوعة بنجاحات سينمائية من هذا النوع. ومن أبرز هذه النجاحات: فيلم "The Wandering Earth" الذي أصبح واحدًا من أكبر أفلام الخيال العلمي الصينية، حيث حقق إيرادات عالمية تجاوزت 700 مليون دولار.

كما أن فيلم "Wolf Warrior 2" الذي جمع أكثر من 870 مليون دولار عالميًا، يعكس قدرة الإنتاجات الصينية على تقديم أفلام أكشن حربية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. كما شهدت أفلام مثل "The Battle at Lake Changjin" التي تجاوزت إيراداتها المليار دولار، نجاحًا هائلًا في السوق الصينية والعالمية، مما يعزز من مكانة الصين كمنتج رئيسي في صناعة السينما العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق