نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الملتقى الإماراتي الصيني يحتفي بفن الخط في مكتبة محمد بن راشد - تليجراف الخليج اليوم الخميس 1 مايو 2025 03:08 صباحاً
في إطار الاحتفالات بمرور أربعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولتي الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية استضافت مكتبة محمد بن راشد النسخة الثانية من الملتقى الإماراتي - الصيني، بالشراكة مع جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة، وسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة.
40 عاماً
وقال معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم: «تأتي استضافتنا للنسخة الثانية من الملتقى الإماراتي - الصيني في إطار الاحتفالات بمرور أربعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولتينا، لتؤكد التزام دولة الإمارات بتعزيز الروابط الثقافية والفكرية مع جمهورية الصين الشعبية».
وتابع معاليه: «حرصنا منذ افتتاح المكتبة على أن تكون منصة نابضة لتبادل الثقافات، والاستمتاع بكل أشكال الفنون»، مضيفاً «إن الثقافة العربية والثقافة الصينية تلتقيان في العديد من النقاط المشتركة، إذ لكل منهما امتداد تاريخي عميق، يمتد لآلاف السنين، ما يضفي على الفكر والفن عمقاً حضارياً فريداً». وأردف: «صحيح أننا لم ننفتح بشكل كبير على الصين إلا خلال العقدين أو الثلاثة الأخيرة.
حيث كانت معظم رحلاتنا الثقافية والفكرية موجهة نحو العالم الغربي، خصوصاً أوروبا، إلا أن اللحظة الصينية الكبرى التي بدأت قبل نحو 30 عاماً، والتي شهدت إنجازات مبهرة في مجالات التكنولوجيا والصناعة والإبداع، دفعت العالم لإعادة النظر في الصين مصدر إلهام حضاري وثقافي».
ثروة فنية
وأوضح: «عبر زياراتنا للمدن الصينية واطلاعنا على تاريخها الغني اكتشفنا ثروة فنية هائلة، ووجدنا الكثير من أوجه التشابه مع الثقافة العربية، لا سيما في مجال فن الخط، فكما يبرز العرب والمسلمون في فنون الخط العربي نجد أيضاً أن الصينيين يعتبرون الخط فناً راقياً، له رمزيته ومكانته، وقد تطور لديهم بشكل ملحوظ نتيجة لاتساع أسواقهم الثقافية، وتجذر هذا الفن في وجدانهم».
وتابع: «هذا التقدير المشترك لفن الخط يسهم في التقارب بين الثقافتين والشعبين، وكلما تعزز التعاون بين دولة الإمارات والصين زاد فهمنا المتبادل وتقديرنا لثقافة الآخر، وفتح ذلك آفاقاً جديدة للاستفادة من المنجزات الفنية في كلا البلدين».
واختتم: «من المهم في هذا السياق أن نولي اهتماماً بترجمة الكتب الصينية، والكتب المكتوبة بلغات أوروبية إلى اللغة العربية، لفتح آفاق أوسع أمام المثقفين العرب ومحبي فن الخط، كما نأمل أن تسهم مؤسستنا في دعم ترجمة المؤلفات العربية في هذا الفن إلى اللغة الصينية، بما يعزز التفاهم الثقافي والفني بين الشعبين».
من جهته، قال خالد الجلاف، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة: «في ظل الرؤية الإماراتية للنمو الاقتصادي، وبناء شراكات فكرية وثقافية بين مختلف الشعوب، وتحديداً التأكيد على العلاقات الوطيدة بين دولتي الإمارات والصين.
تأتي هذه النسخة لتبرز الثقافة والفنون بوصفها أدوات رئيسية لتعزيز الحوار الحضاري والتواصل الإنساني»، مضيفاً: «إن العلاقات الثقافية مع الصين تشكل امتداداً حيوياً لاستراتيجية الدولة، التي تقوم على توطيد جسور التفاهم مع الشعوب، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح».
حضارة
من جانبها، قالت السيدة أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي: «الخط الصيني هو جوهرة حضارة، عمرها خمسة آلاف سنة. باستخدام الحبر والفرشاة وسيطاً يدمج هذا الفن بين الفلسفة الصينية والجماليات والروح الإنسانية، حيث يحمل كل خط أفقي وعمودي ثقل التاريخ، وترسم كل حركة مائلة أو منحنية نبض العصر.
أما الإمارات، هذه الأرض التي تزاوج بين الأصالة والحداثة، فهي تشتهر أيضاً بفن الخط العربي المتفرد. تلك الخطوط المتدفقة بانسيابية ليست مجرد نقل للحروف، بل هي تكثيف للإيمان والحكمة».
ويشهد الملتقى الإماراتي - الصيني سلسلة من الفعاليات، التي تعكس عمق التعاون الثقافي بين البلدين، وتشمل معارض فنية، ورش عمل، وندوات ثقافية، تهدف إلى تعزيز التبادل المعرفي والفني، وتقديم فرص للمشاركين لاستكشاف جماليات الخط العربي وفن الزخرفة.
يذكر أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية تشكل اليوم نموذجاً للتعاون متعدد الأوجه، حيث شهدت منذ تأسيسها قبل أربعة عقود تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، لا سيما في الجوانب الثقافية والفنية. وقد حرص الجانبان على ترسيخ هذا التعاون، من خلال اتفاقيات ومبادرات مشتركة تعكس التوجه نحو شراكة استراتيجية شاملة، تقوم على الاحترام المتبادل، والانفتاح الحضاري.
تبادل
وفي السنوات الأخيرة برز التبادل الثقافي كونه أحد أبرز روافد التقارب بين البلدين، من خلال تنظيم معارض فنية، ومهرجانات أدبية، وفعاليات تراثية، تسهم في تعزيز التواصل الإنساني، وتقديم نماذج ملهمة للتلاقي بين الحضارات.
وتحتل الفنون الإنسانية، مثل الخط العربي والصيني، مكانة خاصة في هذا المسار، نظراً لما تحمله من رمزية تاريخية، وروح مشتركة تعبر عن عمق التجربة الإنسانية. ويأتي هذا الحراك الثقافي في إطار رؤية دولة الإمارات لتعزيز الدبلوماسية الثقافية أداة للتأثير الإيجابي، وبناء جسور التواصل مع الشعوب، وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للحوار والانفتاح.
0 تعليق