بدأت السلطات القضائية في أستراليا، يوم الثلاثاء، أولى جلسات محاكمة إيرين باترسون، المتهمة في واحدة من أكثر القضايا الجنائية إثارة في البلاد، بعد تقديمها وجبة غداء يُشتبه في احتوائها على فطر سام، أودى بحياة ثلاثة من أقارب زوجها وأصاب رابعاً بجروح خطيرة. وتواجه باترسون تهماً بقتل حماها، وحماتها، وشقيقة حماتها، عقب تناولهم الوجبة داخل منزلها في بلدة ليونغاثا الصغيرة.

من جهة أخرى، نجا القس إيان ويلكنسون، زوج شقيقة الحماة، من الموت لكنه أصيب بتسمم حاد، ولا تزال حالته الصحية محل متابعة. وتعود تفاصيل الواقعة إلى عام 2023، حين رجّحت النيابة العامة أن المتهمة قدّمت الفطر السام عمدًا داخل الطعام، ما أدى إلى تسمم جماعي. ومع ذلك، أنكرت باترسون التهم المنسوبة إليها وأعلنت براءتها أمام المحكمة.

علاوة على ذلك، تحولت القضية إلى حدث وطني واسع النطاق، مع تخصيص مقاعد محدودة للصحافيين داخل قاعة المحكمة، ونقل البث الحي للمتابعة العامة. وأطلقت هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC) بودكاست يومي لتغطية تفاصيل المحاكمة، بينما أعلنت منصة "ستان" عن بدء إنتاج فيلم وثائقي يوثق القضية، واصفةً إياها بأنها من "أبرز الجرائم في تاريخ أستراليا الحديث".

ومن المتوقع أن تمتد جلسات المحاكمة من خمسة إلى ستة أسابيع، وسط اهتمام شعبي وإعلامي واسع بكشف المزيد من الملابسات والدوافع المحتملة وراء الحادثة. وتتابع الأوساط القضائية والإعلامية باهتمام تطورات المحاكمة، لما تمثله من اختبار قانوني كبير في قضية تجمع بين الغموض، والعلاقات العائلية، والتسمم المميت.