متابعات- تليجراف الخليج

في جريمة وُصفت بأنها من أبشع الفظائع المرتكبة ضد المدنيين في السودان، كشفت المفوضية القومية لحقوق الإنسان عن مذبحة دامية ارتكبتها مليشيا الدعم السريع المتمردة في مدينة النهود بولاية غرب كردفان، راح ضحيتها نحو 300 من المواطنين العزّل، بينهم 15 امرأة و21 طفلًا، في مشهد يعيد إلى الأذهان أبشع صور العنف والانتهاك ضد الإنسانية.

المفوضية تدين.. والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك

وأدانت المفوضية القومية لحقوق الإنسان في بيان رسمي، اليوم، الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من قِبل مليشيا الدعم السريع، مؤكدة أن ما جرى بمدينة النهود يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، وجريمة ضد الإنسانية لا يمكن السكوت عليها، مطالبة بتحقيق دولي فوري ومحاسبة الجناة، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على هذه المليشيا وداعميها لضمان وقف الانتهاكات وضمان سلامة المدنيين.

المستشفى يُنهب والصيدليات تُدمّر.. كارثة صحية تلوح في الأفق

وفي سياق الانتهاكات، أكدت المفوضية أن المليشيا أقدمت على نهب مستشفى النهود التعليمي، وهو المستشفى الوحيد في المدينة، إلى جانب نهب مخزن الأدوية التابع للإمدادات الطبية، وتخريب عدد كبير من الصيدليات الخاصة، الأمر الذي أدى إلى توقف شبه كامل للخدمات الطبية، في وقت حرج يشهد تزايدًا لعدد الجرحى والمرضى.

وقالت شبكة أطباء السودان، في بيان منفصل، إن هذه الأعمال تمثل استهدافًا مباشرًا للمنظومة الصحية، وتعرض آلاف المرضى لخطر الموت بسبب غياب الدواء والرعاية، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة السكان.

منع السكان من المغادرة.. حصار بشري داخل مدينة منكوبة

وأشارت المفوضية إلى أن المليشيا تمنع المدنيين من مغادرة المدينة، مما يفاقم من الكارثة الإنسانية، ويضاعف من صعوبة إيصال المساعدات أو إنقاذ الجرحى. ووصفت هذا السلوك بأنه يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، وواحدًا من جرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة الجنائية.

سجون تُفتح والمجرمون يُطلق سراحهم

ولم تقتصر الانتهاكات على القتل والتدمير، حيث كشفت المفوضية أن المليشيا أقدمت على إطلاق سراح السجناء، مما ساهم في تفاقم حالة الانفلات الأمني داخل المدينة، وزاد من معاناة الأهالي الذين يعيشون تحت تهديد يومي، في ظل انعدام الخدمات الأساسية وانهيار كامل لمقومات الحياة.

خطر الأمراض ينتشر.. وانعدام الغذاء يهدد السكان

كما حذرت المفوضية من ارتفاع خطر تفشي الأمراض بسبب غياب الرعاية الصحية، وعدم توفر الغذاء، وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل كارثي، داعية إلى ضرورة الامتثال الفوري للقوانين الدولية الإنسانية، والسماح للمنظمات الإغاثية بالوصول إلى المناطق المتضررة.

نداء عاجل للمجتمع الدولي.. لوقف الكارثة وإنقاذ الأرواح

وفي ختام بيانها، وجهت المفوضية نداءً عاجلًا إلى المنظمات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، للتحرك الفوري، واتخاذ خطوات عملية للضغط على مليشيا الدعم السريع، ووقف الاعتداءات على المدنيين، وتوفير ممرات آمنة للنازحين، ومساءلة المتورطين في هذه المجازر البشعة.

إتبعنا