8.5 مليارات درهم استثمارات في تطوير البنية التحتية خلال 3 سنوات

15.5 مليون حاوية نمطية تم مناولتها في ميناء جبل علي خلال العام الماضي

300 مليون معاملة أنجزتها منصة «دبي التجارية» منذ 2003

أكد عبدالله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«دي بي ورلد»، دول مجلس التعاون الخليجي، أن حجم الاستثمارات الأجنبية التي استقطبتها «جافزا» خلال العقدين الماضيين وصل إلى 110 مليارات درهم.

جاء ذلك خلال لقاء مع الصحفيين بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عاماً على تأسيس المنطقة الحرة في جبل علي «جافزا»، التي ارتكزت رؤيتها منذ التأسيس على جذب الاستثمارات الأجنبية للدولة، بما يتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف تنويع مصادر الدخل وإضافة قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

وقال بن دميثان: إن عدد الشركات التي تواجدت في «جافزا» عام 1985 بلغ 19 شركة، ارتفع إلى أكثر من 500 شركة في 1995، وصولاً الآن إلى ما يزيد على 11 ألف شركة تدعم 160 ألف موظف بشكل مباشر و300 ألف موظف بشكل غير مباشر. وأضاف أن «جافزا» مع ميناء جبل علي تسهم بنحو 36% من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، كما أنها تعد ثالث أكبر مركز لإعادة تصدير البضائع والسلع على مستوى العالم.

دبي التجارية

وأفاد بأن منصة «دبي التجارية»، النافذة الرقمية الموحدة لتيسير التجارة عبر الحدود في الإمارات، أنجزت ما يزيد على 300 مليون معاملة منذ تأسيس المنصة في 2003، وهو ما يعكس التركيز الاستراتيجي على التحوّل الرقمي الذي يتماشى مع أجندة دبي الاقتصادية D33، حيث تم تعزيز كفاءة العمليات التجارية إلى حد كبير، والمساهمة في الوقت ذاته بتحقيق طموحات دبي على صعيد التجارة الخارجية ودعم أهداف الاستدامة، وذلك من خلال الجمع بين أصحاب المصلحة والجهات المعنية الرئيسية، وتعزيز النشاط التجاري عبر نافذتنا الرقمية الموحدة.

وعن المنافسة بين المناطق الحرة، قال إن دبي تمتلك أكثر من 28 منطقة حرة يكمل بعضها بعضاً، وتدعم الحركة التجارية والاقتصادية في دبي، وإن نجاح أي منطقة حرة في دبي يعود بالنفع على الجميع، لذلك فإن المنافسة تعتبر عاملاً مهماً في تطوير الأنشطة الاقتصادية في الإمارة.

وأشار إلى أن إجمالي تدفقات التجارة التي تم تسهيلها عبر «جافزا» وصل إلى 713 مليار درهم في 2024 بنمو 15% مقارنة مع 2023، وتشكل نحو 24% من إجمالي التجارة غير النفطية التي سجلتها الإمارة العام الماضي. وأضاف أن حجم الاستثمارات الأجنبية التي استقطبتها «جافزا» خلال العقدين الماضيين وصل إلى 110 مليارات درهم، منها 4.5 مليارات خلال العام الماضي.

تليجراف الخليج

عبدالله بن دميثان:

دبي ملتزمة بشكل دائم بتيسير نمو التجارة الإقليمية والعالمية وتطويرها

عملية تأسيس شركة داخل المنطقة الحرة لا تحتاج أكثر من بضع ساعات

عبدالله الهاشمي:

الاستثمارات الجديدة تستهدف مواكبة أجندة دبي الاقتصادية في مضاعفة حجم التجارة

مبادرات خاصة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ساعدت على نجاحها وتوسعها

ظروف جيوسياسية

وعن تأثير الحرب اللوجستية والظروف الجيوسياسة في المنطقة على «جافزا»، قال: إن «جافزا» نجحت في تجاوز العديد من التحديات المشابهة خلال العقود الماضية، مشيراً إلى أن التعرفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي على الإمارات تعتبر ضمن الأقل عالمياً، كما أن اتفاقيات الشراكة التي وقعتها الإمارات مع شركائها حول العالم التي وصلت إلى أكثر من 20 اتفاقية أسهمت بشكل كبير في تنشيط الحرة التجارية، ومثال على ذلك ارتفعت التجارة مع الهند بنسبة 15% بعد توقيع اتفاقية الشراكة، كما أن المنطقة الحرة في جبل علي تخدم العديد من الأسواق العالمية، لذلك قد تسهم هذه التعرفة الجمركية في خلق فرص لبعض الشركات، وتمثل تحدياً لشركات أخرى.

وعن حجم الإقبال على «جافزا»، قال إنه قبل 3 سنوات كانت «جافزا» تضم نحو 8 آلاف شركة، في حين أن عدد الشركات الآن تجاوز 11 شركة، مشيراً إلى المزايا التنافسية التي تميز المنطقة الحرة في جبل علي عن غيرها من المناطق، والتي تتمثل في قربها من ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي، ومن المنتظر أن يتم أيضاً تشغيل قطار الاتحاد، الأمر الذي يوفر منظومة متكاملة تتيح للشركات مزيجاً يجمع النقل البحري مع البري والجوي.

وتابع: إن زيادة عدد الشركات في المنطقة الحرة في جبل علي أدت دوراً في ارتفاع حجم المناولة عبر الميناء، وكلما زاد عدد الشركات انعكس على حجم المناولة، وخلال 2024، شهد الميناء مناولة 15.5 مليون حاوية نمطية بزيادة قدرها مليون حاوية عن 2023، لتسجل بذلك أفضل أداء منذ 2015، بما يعزز مكانة ميناء جبل علي مركزاً تجارياً ولوجستياً رائداً في المنطقة.

قطاع الأغذية

وأردف: إن قطاع الأغذية والمشروبات في «جافزا» شهد نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، ومن المنتظر أن تشهد المنطقة افتتاح المزيد من المنشآت والمصانع التي لا تزال في مرحلة التأسيس، لافتاً إلى أن بعض الشركات تصدر منتجاتها إلى نحو 60 دولة في مختلف أنحاء العالم انطلاقاً من جبل علي.

وعن سهولة تأسيس الشركات في «جافزا»، قال إن عملية تأسيس شركة قد لا تحتاج إلى أكثر من بضع ساعات في حال كانت جميع المتطلبات والمستندات جاهزة.

وعن أهمية ممر دبي اللوجستي، قال إن ممر دبي اللوجستي يتيح مزايا مرنة لمجتمع الأعمال، حيث تتمتع «جافزا» بموقع جغرافي ممتاز يتيح لها الوصول السهل إلى الأسواق، ونظراً لقربها من ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي، تربط هذه المنطقة الجمركية الواحدة جميع هذه القنوات، ما يعني تقليل زمن وتكاليف الشحن. ويربط ممر دبي اللوجستي، بين الوسائط اللوجستية البحرية والبرية والجوية، بين ميناء جبل علي، أكبر ميناء من صنع الإنسان في العالم، والمنطقة الحرة بجبل علي، ومطار آل مكتوم الدولي، الذي سيصبح عقب الانتهاء منه أكبر مطار في العالم من حيث المساحة والحجم.

وأضاف: يسهم الممر في تخفيض مدة النقل البحري والجوي، وهذا يعني فعلياً مضاعفة الكفاءة اللوجستية لدبي وقدرتها على نقل البضائع عبر المنطقة أربع مرات. وبين أن هذا الجمع بين كل المقومات لمنصة لوجستية متعددة الأنماط يؤكد التزام دبي طويل الأمد بتيسير نمو التجارة الإقليمية والعالمية وتطويرها، ويحسّن عملية تدفق حركة الشحن من البحر إلى الجو من خلال الاستغناء عن إجراءات الدخول والخروج من منطقة إلى أخرى.

بنية تحتية

وقال عبدالله الهاشمي، الرئيس التنفيذي للعمليات، المجمعات والمناطق الحرة، دي بي ورلد، دول مجلس التعاون الخليجي، إن «جافزا» تواصل الاستثمار بشكل كبير في تطوير البنية التحتية، وخلال السنوات الثلاث المقبلة ستستثمر نحو 8.5 مليارات درهم، منها نحو مليار درهم لتحسين وتطوير البنية التحتية في المنطقة الحرة لجبل علي، و3.5 مليارات درهم لطوير منتجات ومرافق لوجستية جديدة لتلبية احتياجات المستثمرين، بالإضافة إلى استثمار 4.1 مليارات درهم لتطوير أسواق تخصصية.

وأضاف أن تمويل المشاريع والتوسعات التي تطورها «جافزا» يكون بالاعتماد على الموارد الذاتية، إضافة إلى اتفاقيات مع القطاع الخاص، وغيرها من طرق التمويل المعتمدة من قبل موانئ دبي العالمية.

وتابع: من أبرز المشاريع المقبلة مشروع «بهرات مارت» الذي انطلقت أعمال بنائه الشهر الماضي، ويُفتتح رسمياً العام المقبل، ويقام على مساحة 2.7 مليون قدم مربعة، وسيكون بمثابة بوابة تجارية تربط الشركات الهندية بـ150 وجهة بحرية و300 مدينة من خلال ميناء جبل علي، مشيراً إلى أن متطلبات المستثمرين باتت تختلف عما كان عليه الوضع سابقاً، حيث باتوا يبحثون عن المخازن الكبيرة ذات الارتفاعات العالية التي تصل إلى نحو 17 متراً، والتي تم بناؤها في المنطقة الحرة، إضافة إلى المخازن متعددة الطوابق.

وقال: إن الاستثمارات الجديدة في المنطقة الحرة تستهدف مواكبة أجندة دبي الاقتصادية في مضاعفة حجم التجارة خلال العقد المقبل، مشيراً إلى أن «جافزا» تسهم في توفير المرافق، حيث تنضم جهود «جافزا» إلى جهود المناطق الاقتصادية الأخرى في توفير ما يحتاج إليه المستثمرون من مرافق.

وأضاف أن المنطقة الحرة في جبل علي وفرت خلال السنوات الثلاث الماضية طاقة استيعابية تصل إلى نحو مليون قدم مربعة. وأوضح أن المنطقة الحرة خصصت استثمارات بقيمة 90 مليون درهم لتطوير المرحلة الثانية من مجمّعها اللوجستي، عبر إضافة أكثر من 360 ألف قدم مربعة تضم مرافق ومنشآت من الدرجة الأولى.

نسب الإشغال

وأوضح أن نسبة الإشغال في المخازن تتراوح بين 95 % إلى 100% ونحو 92% من الأراضي مؤجرة، في حين وصل إشغال المكاتب إلى 94%، مشيراً إلى أن المرافق التي بناؤها بالمنطقة الحرة تسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية بشكل مستمر.

وعن جودة الصناعة في «جافزا»، قال إن هناك العديد من الجهات الرقابية التي يتم اعتمادها في «جافزا»، والتي تضمن جودة المنتجات الغذائية، إضافة إلى الجهات الرقابية في الدول التي تصل إليها هذه المنتجات.

وأضاف: إن لدى «جافزا» مبادرات خاصة بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، تتمثل في مركز لاحتضان هذه الشركات، وتوفر لها مكتباً وخيارات تأجير بسعر تفضيلي لمدة 3 سنوات لكي تبدأ الشركة أعمالها في السوق الإماراتية، مشيراً إلى أن العديد من هذه الشركات نجحت وتوسعت أعمالها في هذا الإطار وأصبحت شركات كبيرة لها مخازن ومستودعات.

وأردف: تواصل «جافزا» العمل في إطار تحقيق أجندة دبي الاقتصادية إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2033، وأيضاً رفع القيمة المضافة لقطاع الصناعة وتعزيز نمو الصادرات.

وقال إن «جافزا» تحتضن العديد من الشركات التي تعمل منذ 40 سنة، مشيراً إلى أن «جافزا» لا تعتمد على قطاع محدد، وهناك اهتمام وتركيز على مختلف المجالات، وشهدنا في الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في قطاعات السيارات، والتصنيع والأغذية، وغيرها.