من صور الاحتفال إلى توابيت غزة.. الاحتلال يفتح... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من صور الاحتفال إلى توابيت غزة.. الاحتلال يفتح... - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 01:55 مساءً

مشهد البداية: نشوة الانتصار قبل الاجتياح .. في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2023، كانت أجواء الفخر والابتهاج تسيطر على جنود وضباط الوحدة الخاصة الإسرائيلية 8028، قبيل انطلاقهم لتنفيذ عملية عسكرية في قلب قطاع غزة، الاحتفالات، والصور الجماعية، والتصريحات المتفائلة، رسمت مشهدًا نادرًا في وسط أجواء حرب مشتعلة، إذ كان الجميع يظن أن المهمة المقبلة ستكون سهلة، وستُكلّل بالأوسمة والانتصارات.

لكن ما لم يكن في الحسبان، أن تلك الصور الجماعية لم يرها أحد لاحقًا سوى أربعة جنود فقط. أما بقية أفراد الوحدة، فقد طمرتهم أنفاق المغازي، وأجسادهم تناثرت بين الأنقاض، بعد واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا ودهاءً نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في مخيم المغازي وسط القطاع، في يناير/كانون الثاني 2024.

عملية نوعية تكشفها القناة 12 الإسرائيلية

مرت 16 شهرًا على تلك الليلة، حتى كشفت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيلها الكاملة في تقرير تلفزيوني مطوّل تضمن شهادات أربعة ناجين فقط من أصل 21 جنديًا وضابطًا قُتلوا دفعة واحدة. التقرير الذي عُرض الخميس الماضي، حمل عنوانًا دراميًا: "لقطات لن تُنسى وصورة لن تُمحى من الذاكرة"، وأعاد رسم مشهد الصدمة التي هزّت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

في عمق المغازي.. كانت الفخاخ جاهزة

في فجر يوم 22 يناير 2024، خرجت وحدة 8028 من معسكر كيسوفيم، وتسللت مسافة 800 متر داخل غزة، باتجاه حي المغازي، أحد أبرز المناطق التي خرج منها مقاتلو حماس خلال هجوم 7 أكتوبر. دخلت القوة العسكرية إلى 33 مبنى بقصد تفجيرها بعد تفخيخها، في محاولة لـ"تطهير" الحي ومحو معالمه.

لكن خلال تواجد الوحدة داخل المبنيين الأخيرين، حيث ظن الضباط أنهما "الأكثر أمانًا"، كانت المفاجأة تنتظرهم. ففي لحظة دقيقة ومدروسة، خرج مقاتل فلسطيني من نفق قريب، وأطلق قذيفة "آر بي جي" على أحد المبنيين، مما أدى إلى تفجير جميع المتفجرات التي وضعتها الوحدة داخل المبنى. وفي تحرك تكتيكي آخر، أطلق القذيفة الثانية على دبابة ميركافا كانت مرابطة بجوار الموقع، ما ضاعف الخسائر البشرية والمادية.

شهادة الناجين: المبنيان كانا آمنين جدًا.. ثم صارا مقبرتين

في حديثهم للقناة الإسرائيلية، قال الجنود الناجون إنهم لم يتوقعوا أبدًا أن يتم تفجير المبنيين وهم في داخلهما، حيث تمركزوا هناك في انتظار انتهاء عمليات التفخيخ. لكن المفاجأة المدمرة قلبت العملية إلى أكبر نكسة ميدانية لوحدة متقدمة داخل غزة منذ بداية الحرب.

القناة أكدت أن 14 جنديًا من القتلى ينتمون إلى نفس الوحدة الخاصة، وجرى تجنيدهم جميعًا في اليوم الأول من الحرب (7 أكتوبر)، حيث كانوا من فرق الاحتياط المكلفة بتنفيذ عمليات اقتحام وتفجير داخل قطاع غزة.

الجيش يعترف: أعنف يوم منذ بدء الحرب

بعد الحادثة، اعترف جيش الاحتلال رسميًا بمقتل 21 جنديًا من قوات الاحتياط في مخيم المغازي، واصفًا إياه بـ"أعنف يوم قتالي" منذ اندلاع الحرب. كما أفاد أن عدد القتلى الإجمالي في ذلك اليوم بلغ 24 جنديًا، في عمليات متفرقة، كانت الخسارة في المغازي الأكبر بينها.

تفاصيل ميدانية من القسام: رصد، ربط، وتفجير مركّب

في اليوم التالي للعملية، بثّت كتائب القسام مقطعًا مصورًا وثّق العملية التي جرت شرق مخيم المغازي، وأظهر تسلسلًا دقيقًا لاستهداف القوة الإسرائيلية: من رصد الجنود داخل مبانٍ محددة، إلى استهدافهم بقذائف الياسين 105، ثم تفجير حقل ألغام مُعدّ مسبقًا أثناء تحرك القوات، ما أدى إلى مضاعفة عدد القتلى.

العملية عكست قدرة استخبارية وميدانية متقدمة لدى كتائب القسام، أثبتت أن الفصائل المقاومة في غزة لا تزال تحتفظ بمبادرات نوعية رغم أكثر من عام من الحرب الشرسة.

رسائل ميدانية وعسكرية في توقيت قاتل

رسائل العملية لم تكن فقط للجيش الإسرائيلي، بل أيضًا للمجتمع الدولي الذي يتابع المشهد دون تدخّل فعّال. أرادت القسام من خلالها التأكيد أن العدو رغم قوته التقنية والعسكرية، لا يزال عُرضة للكمائن الذكية، وأن التفوق الميداني في بعض المحاور ما زال لصالح المقاومة.

كما أن اختيار الحي الذي خرج منه مقاتلو 7 أكتوبر لاستهداف الوحدة الإسرائيلية، كان رسالة رمزية بأن المقاومة ما زالت تسيطر على نقاط انطلاقها ومفاتيح تكتيكها.

إعلام الاحتلال يعيد فتح الجراح

فتح الإعلام العبري ملف هذه العملية بعد أكثر من عام، يُفسّر بحالة الضغوط الشعبية والسياسية المتزايدة على حكومة نتنياهو وقيادة الجيش، مع تصاعد التشكيك في أرقام القتلى المعلنة رسميًا، واتهامات متكررة بإخفاء خسائر بشرية فادحة يتكتم عليها الجيش.

الواقع الميداني: المقاومة ما زالت تملك زمام المباغتة

عملية المغازي واحدة من عشرات العمليات التي نُفذت منذ بدء الحرب، لكن تفاصيلها تكشف جانبًا غير معلن من المواجهة في غزة، وهو أن المقاومة رغم كل الدمار، لا تزال تمتلك بنية أمنية وعسكرية تمكنها من تنفيذ ضربات موجعة بدقة مدهشة.

ختامًا.. بين بداية موهومة ونهاية مأساوية

بين صورة ضباط الوحدة 8028 وهم يبتسمون للكاميرا قبل التوجه إلى غزة، وصورة الأنقاض التي احتضنت أجسادهم بعد العملية، تتجلى الفجوة بين الثقة الزائدة والغطرسة العسكرية الإسرائيلية، وبين الأرض التي لا تخون أصحابها. فغزة التي عجزت الآلة العسكرية عن إخضاعها، ما زالت تصنع مشاهدًا ميدانية كتبت سطورها بدماء مقاوميها وذكائهم التكتيكي، في معركة تجاوزت حدود الجغرافيا إلى وجدان أمة بأكملها.

كتائب القسام، عملية المغازي، وحدة 8028، جيش الاحتلال، خسائر الجيش الإسرائيلي، القناة 12 الإسرائيلية، كمين غزة، تفجير مبانٍ، دبابة ميركافا، قذائف الياسين، مقاتلو حماس، طوفان الأقصى، الضفة الغربية، معركة غزة، الحرب على غزة، كمائن القسام، تفجير المغازي، مقاومة فلسطينية، أنفاق غزة، صدمة إسرائيلية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق