في حادثة هزّت الرأي العام بالهند وأثارت صدمة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أقدمت المؤثرة الشهيرة ومؤسسة علامة التجميل "ميشا أغروال" على الانتحار، قبل يومين فقط من عيد ميلادها الخامس والعشرين، بعد أن دخلت في حالة نفسية مأساوية بسبب تراجع عدد متابعيها على منصة إنستغرام.

شقيقتها كشفت تفاصيل مزلزلة حول اللحظات الأخيرة في حياة ميشا، عبر بيان نشرته العائلة على حسابها الرسمي بـ"إنستغرام"، مؤكدة أن ميشا لم تتحمّل الضغط النفسي الناتج عن انخفاض أرقام المتابعة، وقالت بالحرف: "أختي الصغيرة بنت كل عالمها على إنستغرام، كانت تحلم فقط أن تصل إلى مليون متابع، ومنذ بدأت الأرقام تنخفض، انهارت وشعرت بأنها بلا قيمة... كانت في اكتئاب منذ أبريل".

وتعتبر ميشا واحدة من أبرز الوجوه الرقمية في الهند، إذ كان يتابعها أكثر من 359 ألف شخص على إنستغرام، إضافة إلى جمهور واسع على فيسبوك ويوتيوب، حيث كانت تدير برنامجها الرقمي الخاص. كما أسّست علامة تجميل خاصة بها تحت اسم "Mish Cosmetics"، والتي حصدت شهرة واسعة وسط جيل الشباب.

لكن خلف هذا النجاح اللامع، كانت تعيش ميشا صراعاً داخلياً مريراً لا يعلمه سوى المقربون منها، حيث كانت تستعد لاجتياز امتحانات القضاء وتمتلك شهادة في القانون، غير أن هوسها بالشهرة الرقمية ومقاييس النجاح الافتراضي جرّها إلى دوامة من الشك والقلق النفسي.

شقيقتها قالت إن ميشا كانت تبكي باستمرار وتردد: "ماذا سأفعل إن قل عدد متابعيني؟ مسيرتي انتهت"، مضيفة أنها كانت تحاول إقناعها أن السعادة الحقيقية ليست في الأرقام، لكن دون جدوى، إذ أصبحت مدمنة على تتبع مؤشرات المتابعة بشكل مَرَضي.

ردود الفعل لم تتأخر، حيث عبّرت الممثلة الهندية تاپسي بانو عن حزنها قائلة: "هذا ما كنت أخشاه.. أن يصبح عدد المتابعين أهم من الحياة نفسها"، فيما رجّحت المؤثرة الشهيرة هارجاس سيتي أن تكون هناك أزمة عاطفية وراء انتحار ميشا، مشيرة إلى أنها "كانت تبدو متأثرة بشخص ما".

رحيل ميشا أغروال فتح نقاشاً عميقاً حول خطورة الضغط النفسي الناتج عن السوشيال ميديا، وأعاد طرح السؤال: هل أصبحت الشهرة الرقمية أقوى من الإنسان نفسه؟ وهل نحن أمام جيل يربط قيمته الذاتية بعدد المتابعين؟